التلوث النووي
يتعرض الإنسان لكثير من مصادر التلوث العديدة والتي لا تتوقف علي مكان ولا زمان معين ومن المذهل ان الإنسان هو المسبب لهذا التلوث ومنذ
ان خلق الله تعالي الارض ومن عليها فالبيئة في توازن طبيعي الا ان الانسان
بطبيعتة الغير قانعة بما قدر الله له حاول ان يستفيد من كل شيء حوله
لحاجتة ولرفاهيتة دون النظر الي المدي البعيد ودون ان يسأل نفسة ما عواقب
هذه الشيء بعد فترة من الزمن ودون ان يقدر الامور حق تقديرها، ولسرد وتوضيح
مصادر التلوث البيئي تحتاج الي مجلدات وان كانت قد تقدر اليوم فأنها تزداد في الغد لذلك سنركز في هذا البحث علي التلوث النووي بأعتباره من اكثر مصادر التلوث خطورة
ولما نراه من تجاهل لهذا المصدر في وطننا العربي وذلك لعدم وجود منشأت
نووية كثيرة ولكن ما يأتينا من الخارج هو ادعي ان يتكلم عليه العالم بأجمعه
وان يصحو ضميرة فمن خلال الأطلاع علي الكتب والمجلات العلمية ومواقع
الانترنت وجدت ان دول المشرق الاسلامي في تقديري هي أكثر الدول في العالم
تعرضاً للتلوث النووي ناهيك عن الصمت الرهيب للمجتمع الدولي وكذلك للحكومات بشتي اختلاف توجهاتها.
فالإنسان
يتعرض بأستمرار لكثير من مصادر الاشعاع التي تحيط به سواء كانت طبيعية
موجودةعلي الأرض من قبل ظهور الانسان او صناعية بفعل الانسان ويمكن تقسيم
الاشعة الطبيعية الي مصدرين :
1.
الاشعة الكونية Cosmic rays : تأتي أغلب الاشعة الكونية الساقطة علي الارض
من الشمس حيث يتفاعل معظمها مع الغازات المكونة لطبقات الجو العليا ولا
تصل الي سطح الارض الا نسبة ضئيلة ، ومن أهم أنواع هذه الاشعة أشعة جاما
وتتسبب في أنتاج نظيري الكربون C14 والهيدروجين H3 والذي يتحول الي جسيمات
بيتا β-rays ذات مستوي طاقي منخفض .
2.
النظائر المشعة الطبيعية Natural Isotopes : معظم العناصر تكون في حالة
أستقرار باستثناء العناصر ذات العدد الزري الذي يزيد علي 82 فأنها تتميز
بنشاط أشعاعي طبيعي نتيجة زيادة عدد البروتونات في النواة مما يزيد قوي
التنافر الكهروستاتيكية بين مكوناتها ولذلك تزداد نسبة النيترونات الي
البروتونات في الانوية الجديدة مما يسبب انبعاث الاكترونات سالبة الشحنة من
النواة ، ويستمر هذا الانبعاث حتي تصل النواة في النهاية الي حالة
الاستقرار وغالباً نا ينتهي لك الي تكون نواة عنصر الرصاص .
ومن
أهم أنواع الاشعة التي تنبعث من العناصر المشعة جسيمات (α) Alpha paticles
وجسيمات بيتا βوالنيترونات Neotrons وأشعة جاما gamma Rayse ( γ ) >،
وجسيمات الفا تحمل شحنتين موجبتين +2 وعدده الكتلي= 4 ويتسبب فقد نواة
العنصر لجسم الفا في نقص عدده الذري بمقدار 2 ونقص عددها الكتلي بمقدار 4
كما يتضح من التفاعل الأتي:
Ra Rn + He
مصادر الاشعة الصناعية :-
كان
للقاء الذي جمع الفيزيائيان الأوروبيان فيرمي Fermi وزيلارد Szilardفي
يناير من العام 1939 في نيويورك أدى إلى شراكة علمية من أقوى الشراكات في
تاريخ العلم ساعد على حل مسألة الطاقة الذرية وإنجاز أول تفاعل نووي متسلسل
nuclear chain reaction في عام 1942 وتفعيل مشروع مانهاتن لتصنيع القنابل
الذرية في 1945، ومن ثم فقد دخلت الطاقة النووية في مختلف فروع النشاط
الانساني ومن ذلك أستخدام النظائر المشعة في الطب والصناعة والزراعة وأغراض
البحث العلمي وكذلك تستخدم علي نطاق واسع كمصدر لتوليد اكرباء في العديد
من دول العالم وذلك بجانب أستخداماتها العسكرية . وقبل البدء في سرد مخاطر
الاشعاع النووي لا بد وان نتحدث عن وحدات القياس الاشعاعي المستخدمة في تقدير كميتة وتقدير خطورته .
1. وحدات النشاط الاشعاعي :
هي
وحدات تستخدم لقياس كمية الاشعاع الصادر من المواد المشعة وتعتمد علي عدد
الذرات المتحللة في الثانية الواحدة من المادة المشعة ، والوحدة الاساسية
لقياس هذا النشاط هي الكـوري Curi وتمثل النشاط الاشعاعي لجرام واحد من
عنصر الراديوم ويعرف كذلك علي أنه مقدار 3.7 × 1010 ذرة متحللة من المادة
المشعة في الثانية الواحدة وقد يقسم الي وحدات أصغر مثل المل كوري او
الميكرو كوري . أما الوحدة الاصغر من الكوري هي البيكرل Becquerel وهو يمثل
ذرة واحدة متحلله من المادة المشعة في الثانية الواحدة وهي وحدة صغيرة
جداً لذا يستخدم الكيلو بيكرل والميجا والجيجا بيكرل في القياسات
الاشعاعية.
2. وحدات التعرض للاشعاع :
يعتمد
الضرر الناشيء عن التعرض الاشعاعي علي طاقة هذه الاشعة وقد أصطلح علي
أستعمال وحدة الرونتجن Rontgen في التعبير عن ذلك وهو "مقدار طاقة الاشعة
السينية أو أشعة جاما اللازمة لاحداث تأين كامل لواحد كيلو جرام من الهواء
الجاف عند مرورها فيه، ومن المعروف انه كلما زاد مساحة الجسم المعرض
للاشعاع زاد الضرر لذلك اتفق العلماء علي استخدام وحدة جديدة هي الراب
(Rongen Area Product ) "حاصل ضرب التعرض الاشعاعي المقاس برونتجن في
المساحة المعرضة بالسنتيمترات والراب الواحد = 1000 رونتجن سم2.
3. وحدات إمتصاص الاشعاع :
تستخدم
وحدة الراد وهي أختصار للمصطلح الانجليزي Radiation Absorbed Dose في
تحديد الجرعة الممتصة من الاشعاع بواسطة الجسم ويعرف علي انه مقدار 100 إرج
من الطاقة الاشعاعية التي يمتصها جرام واحد من النسجة عند تعرضها للاشعاع،
وقد تم التعرف علي وحدة جديدة تسمي الجراي Gray (100 راد ).