A.Lakdib المدير العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 2398 نقاط : 10959 تاريخ التسجيل : 17/12/2010
| موضوع: الإدماج و كفايات الاجتماعيات بالثانوي الإعدادي الجمعة 13 يناير - 21:32:58 | |
| الإدماج و كفايات الاجتماعيات بالثانوي الإعدادي
إن المتأمل للكفايات المرصودة لمواد الاجتماعيات على مستوى الثانوي الإعدادي، كما جاءت بها الوثيقة الإطار، سيجد على أن عنصر الإدماج حاضر في كل كفاية من الكفايات، إلى الحد الذي يمكن القول على اكتساب أو ترسيخ أية كفاية لا يمكن أن يتحقق بدون إدماج المتعلم لمكتسباته مرحلياً أو نهائياً. و في ما يلي سنحاول مقاربة هذا الموضوع و سنعمل على تقسيمه إلى ثلاث محاور أساسية:
1) كفايات الجغرافيا و تصريف بيداغوجيا الإدماج: يستهدف برنامج الجغرافيا للسلك الثانوي الإعدادي تنمية مجموعة من الكفايات: • اكتساب معارف جغرافية أساسية • اكتساب مهارات تنظيمية • الاكتساب الأولي لعناصر المنهج الجغرافي و أشكال التعبير الجغرافي • إدراك وظيفة الجغرافيا
سنحاول مقاربة التصريف البيداغوجي للإدماج في هذه الكفايات كما يلي :
كفاية اكتساب معارف جغرافية أساسية: تستهدف هذه الكفاية اكتساب رصيد معرفي أساسي وفق موضوعات محددة هذا يرصد يرتقب توظيفه في سيرورات تعلمية وسيطية أونهائية ترتبط بالأساس بالعمليات الفكرية للمنهج الجغرافي .الوصف و التفسير و التعميم . فتجسيد هذه الكفاية سيتحقق وفق الأنشطة الاستكشافية أو التعلمات الجزئية الإدماجية لذلك فعلى مدرس الاجتماعيات الاهتمام بهذه الأنشطة و تدريب المتعلم على الإدماج الجزئي تمهيدا لتوظيف و استثمار تعلماته المدمجة في تنمية كفايات أخرى
اكتساب مهارات تنظيمية: تستهدف هذه الكفاية تنمية أحد العناصر الأساسية لبيداغوجيا الإدماج : وهي تنمية كفاية العمل الفردي ، أي إقدار المتعلم على بناء تعلماته عن طريق اكتشافه لتعلماته أولا ، ثم ترسيخها ثانيا ،ثم إدماجها لاحقا في سياق تعلمي دال . و العمل الفردي أحد الفرص الأساسية التي تدرب المتعلم على الإدماج بشكل ذاتي في سياق حله للوضعية المشكلة التي صادفها ، و يبقى دور المدرس التوجيه و الوساطة أو التعديل لمسار تعلمات المتعلم.
الاكتساب الأولي لعناصر المنهج الجغرافي و أشكال التعبير الجغرافي : ترتبط هذه الكفاية بتدريب المتعلم على اكتساب و تطبيق العمليات الفكرية التي ينبني عليها المنهج الجغرافي وهي: الوصف و التفسير والتعميم، و اختيار أشكال التعبير الجغرافي أثناء عليات التطبيق. فتطبيق المنهج الجغرافي بشكل صحيح لا يمكن أن يتحقق إلا ب: - إدماج المتعلم لمكتسباته السابقة على مستوى المعارف و المفاهيم والقواعد والقوانين. - تنويع وضعيات الإدماج في دراسة الظواهر الجغرافية بشكل يتيح للمتعلم إمكانية المقارنة على المستوى المجالي، أو على مستوى الظواهر و المقاييس، و هذا يوفر فرصة للإدماج بصيغته المرحلية أو النهائية. - إدماج وسائل التعبير الجغرافي(مبيان، خريطة، جدول...) في وضعيات استكشاف أو وضعيات التعلم الجزئي، أو وضعيات الإدماج. إن هذه الكفاية لا يمكن أن ترسخ إلا بتدريب المتعلم على إدماج مكتسباته، ذلك أن التحليل الجغرافي هو "تحليل إدماجي" ينطلق من استحضار معطيات التفسير التي تنبني عن العوامل و الآليات و الظروف الطبيعية و البشرية و الاقتصادية...لتفسير عملية الوصف( الملاحظة و التصنيف و الترتيب و التوطين..)، و استحضار معطيات الوصف و التفسير في عملية التعميم لبناء القوانين و الإنتاجات الجغرافية و الاقتراحات المجردة.
إدراك وظيفة الجغرافيا: إذا كانت الوظيفة المجتمعية للجغرافيا هي إكساب المتعلم ثقافة مجالية تؤهله لاتخاذ مواقف إيجابية تجاه البيئة و المحيط، فإن ذلك لن يتحقق إلا بإقدار المتعلم على إدماج مكتسباته القبلية في تعلمات جزئية داخل وضعيات ديداكتيكية في سياق المادة، و إدماجها ثانياً في وضعيات مسائل في نهاية التعلمات، هاذين الإدماجين سيؤهلانه لإدماج كل تعلماته في محيطه البيئي و الاجتماعي من خلال سلوكات واعية، و تصرفات واطنة، و لن يتحقق ذلك إلا بتعزيز و تكثيف أنشطة الإدماج في بنا التعلمات بشكل سيحفز المتعلم على المشاركة و حب الاستطلاع و تعزيز الثقة بالنفس.
نستخلص من خلال ما تقدم على أن تصريف بيداغوجيا الإدماج بشكلها التطبيقي على مستوى مادة الجغرافيا بالسلك الثانوي الإعدادي، تصريف ممكن وفق البرنامج الحالي المبني على الكفايات المقتبسة من المنهج الجغرافي، وليس من صنافات أو مراقي كما كان الشأن مع بيداغوجيا الأهداف.
2) كفايات التاريخ و تصريف بيداغوجيا الإدماج: إذا كان التاريخ هو علم دراسة الماضي البشري بتفاعلاته الاقتصادية و الاجتماعية والسياسية و الذهنية لإعطاء معنى للحاضر و التنبؤ بالمستقبل. و إذا كن دراسة هذا التفاعل يقتضي البحث عن آليات ووسائل وتوظيف مفاهيم و اعتماد نهج تاريخي لإنتاج إنتاجات تاريخية على شكل اقتراحات مجردة و ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ و إذا كانت بيداغوجيا الكفايات تهدف من خلال أنشطة التعلم التي تطرحها إلى تكوين "متعلم مؤرخ" بالسلوك لا بالتخصص، فإن بيداغوجيا الإدماج تسعى إلى تعزيز تكوين متعلم مؤرخ من خلال الآليات الإدماجية المكتسبة. و في هذا الإطار سوف نحاول مقاربة لإمكانية التصريف البيداغوجي للإدماج من خلال الكفايات التالية المرصودة لمادة التاريخ بمرحلة الثانوي الإعدادي: • كفاية الموضعة في الزمن؛ • الاستئناس بالمفاهيم التاريخية؛ • تحليل الوثائق التاريخية؛ • دراسة بيوغرافيا تاريخية؛
على مستوى كفاية الموضعة في الزمن: تتجلى في إقدار المتعلم على قراءة وبناء وتحليل بعض وسائل تمثيل الزمن، كاللوحات الكرونوجية و ما يرتبط بها من أحداث و ظواهر تاريخية، مما يسهم في إبراز انتظامها و تزامنها، و بالتالي تسمح بالمقارنة و التفسير و تصور الأبعاد الزمنية و جمع المعلومات و تنظيمها، كل هذه العمليات تتطلب من المتعلم إدماج حصيلة تعلماته المكتسبة على مستوى الوضعيات المدرسية، أو الوضعيات الحياتية مستقبلاً من خلال وعيه إدراكه لمفهوم التطور و التحول.
على مستوى كفاية الاستئناس بالمفاهيم التاريخية: من المعلوم أن لكل علم مفاهيم مهيكلة تنظمه، وفي هذا الإطار تشكل المفاهيم التاريخية أحد العناصر الأساسية المشكلة للخطاب التاريخي و منها: المجال، المجتمع، و الزمن. و اكتساب النتعلم لهذه المفاهيم و مفاهيم أخرى تتطلب العمل وفق مجموعة من الأنشطة التعلمية الإستكشافية، و شكل برنامج مرحلة السنة الأولى إعدادي محطة لإكتساب هذه المفاهيم، غير أن المفاهيم المكتسبة في هذه المرحلة يتم توظيفها لاحقاً في المستويات المقبلة بتطبيقها و إدماجها في وضعيات تعلمية جديدة. و بالتالي فهذه الكفاية.................................................. ......
على مستوى كفاية تحليل الوثائق التاريخية: تتجلى هذه الكفاية في تدريب المتعلم على تطبيق منهجية تحليل الوثائق التاريخية(نصوص، جداول، خطاطات،...)، فهذه الكفاية تروم إلى إدماج المتعلم مكتسباته السابقة في معالجة الوثائق، لأنه لا يمكن تحليل وثيقة تاريخية بدون توظيف مناهج و مفاهيم و موضعة في الزمن ز المكان... أي إدماج مكتسبات كانت محطة لتعلمات سابقة . و سنقدم هنا مثالاً لذلك: تحليل نص تاريخي: - تحديد طبيعة النص. - تحديد صاحب النص. - تحديد مصدر النص. - تحديد السياق التاريخي للنص. - تحديد الفكرة العامة. - تقسيم النص إلى مقاطع و أفكار رئيسية. فمختلف هذه العمليات تتطلب استحضار التعلمات السابقة و إدماجها بهدف "التحليل"، كما أن هذه المنهجية ستسمح بإدماجها في تحليل نصوص أخرى مشتقاة من المحيط(جداول، مقالات صحفية...). على مستوى كفاية دراسة بيوغرافيا تاريخية: على مستوى مضمون الكفاية، فترتبط بتطبيق منهجية لدراسة البيوغرافية التاريخية على شخصية تاريخية و فهم الدور التاريخي لها، و لذلك فالمتعلم مطالب باستحضار و توظيف مجموعة من المكتسبات و منها: المعرفية المرتبطة بالجانب المعلوماتي حول الشخصية، و المهاراتية المرتبطة بجمع المعلومات من مختلف المعينات( الوثائق و المراجع)، و تنظيم هذه المعطيات لتقديم في النهاية "حصيلة إدماجية" حول شخصية معينة، والتي ستضمن معلومات أساسية و دالة، و هذا ما يتفق مع أهداف الإدماج بصفة عامة.
3) كفايات التربية على المواطنة و تصريف بيداغوجيا الإدماج:
بشكل مادة التربية على المواطنة مادة أساسية لتصريف بيداغوجيا الإدماج بمختلف تطبيقاتها، على اعتبار أن الغاية المثلى من هذه المادة هي تكوين مواطن إيجابي يتفاعل مع محيطه بسلوكات و مواقف إيجابية، تسهم في تطوير المجتمع و ازدهاره. ولعل هذا ما دفع إلى تبني الإصلاح التربوي إدماج التربية على القيم و مدخل الكفايات كعنصرين أساسين يؤهلان المتعلم بعد نهاية تعلمه إلى تبني الاستقلالية و التفاعل و الاختيار و المواطنة المسؤولة عبر انتقاله لدراسة الحقوق و القيم المرتبطة بالذات إلى دراسة المؤسسات الفاعلة في المجتمع و التي تسهر على ضمان الحقوق الفردية و الجماعية. و إذا تأملنا دورة التعلم في التربية على المواطنة و التي تنطلق من مرحلة الفهم و التحسيس عبر بناء مجموعة من التعلمات من خلال الأنشطة الاستكشافية إلى مرحلة "رد الفعل" أي تكوين مواقف إيجابية منطلقها البعد القانوني إلى الفعل على شكل ممارسات و سلوكات تنبني على قيم المواطنة. و فيما يلي هذه الخطاطة كنموذج لتصريف بيداغوجيا الإدماج وفق دورة التعلم
http://www.madrassaty.com/play-1780.html |
|