A.Lakdib المدير العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 2398 نقاط : 10962 تاريخ التسجيل : 17/12/2010
| موضوع: بيداغوجيا الادماج و تدريس وحدات الاجتماعيات :محاولة في التصريف الجمعة 13 يناير - 21:36:47 | |
| مقدمة:
يعتبر البحث في موضوع "تدريسية مواد الاجتماعيات بين بيداغوجيا الإدماج وواقع الممارسة الصفية"، من بين البحوث التي تطرح إشكاليات ما تزال في حاجة إلى بحوث ميدانية معمقة لدراسة الفصل الناظم بين واقع التنظير البيداغوجي و الواقع الممارساتي الديداكتيكي، و في هذا الإطار، حاولنا مقاربة هذا الموضوع رغم إقرارنا بعدم تناوله في شموليته بفعل قصر الظرف الزمني و حصرنا لمجال المعالجة بنيابة اشتوكة أيت باها، و قد سقنا مجموعة من الاقتراحات لمعالجة إشكاليته المتمثلة في: < هل يعكس واقع الممارسة الديداكتيكية الصفية في تدريسية الاجتماعيات مقاربة الكفايات و الإدماج؟ و قد انطلقنا من مجموعة من الفرضيات ومنها: _ تحملات مدرسي و مدرسات الاجتماعيات؛ _ خاصيات تدريسية الاجتماعيات؛ _ البيئة المهنية لتدريسية الاجتماعيات؛
و هكذا سوف يركز بحثنا على التحقق من هذه الفرضيات من خلال البحث عن العوامل التي تقف عائقاً أمام تعميق الممارسة الديداكتيكية في تدريس الاجتماعيات و ربطها بواقع المقاربة الكفائية الإدماجية. إن الإجابة على هذه الإشكالية فرض علينا تناول البحث في النقط التالية: 1- الكفايات و الإدماج و سياق توظيفها في وحدات الاجتماعيات. 2- تحديد عينة البحث و تحليل نتائج البحث الميداني. إلى جانب البحث الميداني، اعتمدنا على مجموعة من المراجع التي تناولت الموضوع، هذا إضافة إلى بعض الدراسات التي أنجزها باحثون مهتمون بدراسة تدريسية الاجتماعيات وفق مقاربة الكفايات فضلاً عن بعض الاستشارات و المناقشات مع مدرسي الاجتماعيات، كما اعتمدنا على ما ركمناه من تجربة مهنية. بالنسبة للبحث شمل توزيع 25 استمارة(اكتوبر2008) و تمت ملء هذه الاستمارات من قبل مدرسي الاجتماعيات. و مؤكد أن الخوض في مثل هذه المواضيع ما يزال تواجهه مجموعة من الصعوبات، فمن قلة المراجع و الدراسات الحديثة إلى تقارب الظاهرة خصوصا من الجانب التطبيقي الميداني . و أخيراً تبقى هذه المحاولة المتواضعة محاولة لوضع أرضية تكون منطلقاً للرقي بتدريسية وحدات الاجتماعيات. 1/ * بيداغوجيا الإدماج و تدريس الاجتماعيات:
1. في تعريف الإدماج: في اللغة العربية: الإدماج أو الدمج هو الربط و الإحكام و التعاون و التداخل. ابن منظور. و في اللغة الفرنسية: تفيد الإدماج (عملية انخراط و توليف بين عناصر عدة). وفي علم النفس: استعمل مفهوم الإدماج في سنة 1931 من طرف العالم النفسي شيرنغتون، للدلالة على الفعل الانعكاسي الأولي. أما على المستوى البيداغوجي فيقصد به: خطة بيداغوجية يعبئ وفقها المتعلم بعض موارده من أجل حل وضعية مشكلة معقدة. ويعرف معجم علوم التربية الإدماج من الناحية الديداكتيكية " أنه فعل ربط موضوعات دراسية مختلفة بشكل يمكن للمتعلم من استحضار المكتسبات السابقة ليكون فاعلا أمام وضعية مسألة مفتوحة تحفزه على تعبئة موارده المعرفية و المهارية و المواقفية يهدف إلى إيجاد حلول مناسبة". تعريف كزافي روجرس: الإدماج هو عملية ربط بين العناصر المنفصلة في البداية من أجل تشغيلها وفق هدف معطى.
يمكن أن نخلص إلى أن تعريف الإدماج متعددة و متنوعة و يمكن حصرها في كون الإدماج هو إضافة التعلمات المحصلة إلى المكتسبات القبلية بطريقة تفاعلية من خلال: 1- ربط بين مختلف التعلمات. 2- تحويل المكتسبات المحصلة إلى وضعيات أخرى، خاصة بالمادة المدرسة. 3- إنجاز أنشطة إدماج التعلمات في وضعيات مسيقة(مستوحاة من المحيط). 4- تقويم قدرة المتعلم على الإدماج.
2. إدماج التعلمات:
في إطار المقاربة بالكفايات، يشكل المتعلم الفاعل الأساسي في بناء التعلمات و إدماجها من خلال وضعيات دالة- تقدم معنى للتعلم- كما نعتبر القدرة على إدماج هذه التعلمات مؤشراً على امتلاك الكفايات المستهدفة و نميز في الأنشطة التعليمية مايلي: 1- أنشطة تعلمية جزئية: يتمكن من خلالها المتعلم من تحقيق الأهداف المسطرة لكل نشاط، و تتضمن هذه الأنشطة الجزئية مجموعة من الوضعيات و السائل الديداكتيكية التي تشغل في قيادة تعلم جديد من خلال G من الدعامات المسيقة { كما يمكن أن تتوفر هذه الأنشطة التعلمية الجزئية على "وضعيات أهداف" تمكن من إدماج مكتسبات سابقة( درايات- اتقانات- حسن التواجد...)} 2- أنشطة تعلمية لبناء المكتسبات: تتم هذه الأنشطة في سياق مدرسي مرتبط بمادة دراسية معينة كإدماج مختلف الأهداف المحققة في حل تمرين توليفي توظف فيه مختلف الموارد المحصلة لدى المتعلم. و في هذا الإطار نتحدث عن"وضعيات أهداف" أو "وضعيات الإدماج" أو "إعادة الاستثمار" تكون في ختام التعلم و تتويجاً له وتسمح للمتعلم بإدماج تعلماته و مراجعة قدراته، وللإشارة فبعض الوضعيات يمكن توظيفها كوضعية مسألة ديداكتيكية أو كوضعية هدف. 3- أنشطة تعبئة المكتسبات: تتجلى في أنشطة تقدم فيها "وضعيات مسائل" مدمجة خارج السياق المدرسي، و تسمح له بإدماج مكتسباته المعرفية و المهارتية و الوجدانية المحصلة في أنشطة بناء المكتسبات و أنشطة التعلمات الجزئية من خلال الطابع الدال للوضعيات المستقاة نمن المحيط ( المرتبطة بالحياة اليومية أو الحياة المواطنة أو الحياة الثقافية. و هنا نتحدث عن بعض الأنشطة الإدماجية الختامية و تتجلى في: */ إنجاز ملف حول موضوع معين محلي،جهوي،وطني،عالمي) */ الزيارات و الخرجات ... */ مشاريع بيداغوجية... */ مشاريع القسم: إنتاج مجلة/تنظيم حفل... إذن نخلص إلى القول أن إدماج التعلمات يشكل نشاطاً تعلمياً يمكن المتعلم من استثمار مكتسباته المعرفية و المهارتية في حل – وضعيات مشكلة.
3. أهداف الإدماج: تتمثل أهداف الإدماج في مايلي: 1- إعطاء دلالة للتعلمات: أي إعطاء الطابع الدال للتعلمات من خلال وضع المتعلم في في وضعيات ذات معنى أو أي سياق دال، إذ يتمكن المتعلم من ربط علاقة وجدانية إيجابية مع موضوع التعلمات من خلال وضعيات محسوسة و حياتية. 2- تحديد التعلمات الأساسية و الثانوية: بتوظيف التعلمات الأساسية باعتبارها قابلة للتوظيف في الحياة اليومية أو الضرورية لبناء تعلمات لاحقة 3- ربط العلاقات بين المفاهيم المحصلة: من خلال قدرته على رفع التحديات التي تواجهه أمام وضعيات مسائل في"سياق مدرسي تعلمي" و إعداده لمواجهة الصعوبات و العراقيل التي ستصادفه في حياته مستقبلاً.
4. كيفية إنجاز أنشطة الإدماج:
يعتبر الإدماج نشاطاً تعلمياً يتم التخطيط له ضمن الأنشطة التعلمية العادية، و تندرج أنشطة الإدماج ضمن الغلاف الزمني المخصص لإنجاز الدروس، وكذلك الغلاف الزمني المرصود للتقويم أو الدعم و التقوية. و يمكن إنجاز أنشطة الإدماج وفق الخطوات و المراحل التالية:
• على مستوى التخطيط: */ بعد سلسلة من أنشطة التعلمات الجزئية أو أنشطة بناء المكتسبات، تخصص فترة زمنية لتدريب المتعلمين على الإدماج. */ يمكن التطرق للإدماج بالتدريج خلال تقديم الأنشطة التعلمية وفق مراحل الكفاية. */ يمكن التخطيط لأنشطة الإدماج عند نهاية التعلمات المتعلقة بالكفاية.
• على مستوى التنفيذ: تقدم للمتعلمين"وضعية مسألة " من فئة الوضعيات التي تتعلق بكفاية معينة، وتتوفر هذه الوضعية الإدماجية حسب ديكتيل< وضعية مركبة تحتوي على معلومات أساسية و على معلومة مشوشة، وتفعل التعلمات السابقة> و هذه الوضعية يجب أن تجعل من المتعلم فاعلاً فيها، أي تجعل الإنتاج فردياً( المتعلم هو الذي يلعب دوراً رئيسيا ً أثناء الحل)، أما المدرس فدوره وسيطي أو توجيهي أو ميسراً رصد الصعوبات الأساسية التي حالت دون تجاوز العقبات من طرف المتعلمين عبر أنشطة تكميلية للرفع من مستوى الأداء التعلمي. و هنا لابد من إعطاء أهمية كبرى لجودة التعلمات النوعية لأن تنمية كفاية لا ترتبط بكمية المعلومات أو المعارف المكتسبة بقدر ما ترتبط بالقدرة على إدماجها في الحياة اليومية.
5. نموذج لبطاقة تدبير أنشطة إدماج في مادة الاجتماعيات:
نشاط التلميذ نشاط الأستاذ المراحل يلاحظ ويحلل الوضعية يجيب عن الأسئلة يتكلم بحرية يستمع ويتمعن في الشروحات يدعو التلاميذ للملاحظة يطرح أسئلة يشجع التلاميذ على التعبير يتأكد من فهم التلاميذ عناصر الوضعية
تقديم الوضعية ينتجون على انفراد أو في مجموعات
يقدمون إنتاجاتهم
يشاركون في التصحيح
ينصتون للتصحيحات والإضافات التكميلية يترك التلاميذ ينجزون المهمة يراقب إنتاجاتهم يساعد المتعثرين يكمل بعض الانتاجات يدون الصعوبات لإعداد الدعم إنجاز المهمة
ينجزون الأنشطة الداعمة يخطط الأنشطة الداعمة يوجه التلاميذ لإنجازها العلاج 6. تقويم التعلمات حسب بيداغوجيا الإدماج:
يشكل التقويم أحد الأنشطة المندمجة في مسارات التعليم والتعلم، و تنوع أساليبه و طرقه و أدواته تبعا لوظائفه و أهدافه، و غالباً ما يتم التخطيط للتقويم بهدف اتخاذ القرار الصحيح على ضوء النتائج المتوصل إليها كتقديم حصة للدعم و التقوية.
1/ مفهوم التقويم: سنحاول تقديم تعريف الباحث دوكتيل على أنه " جمع معلومات تتسم بالصدق و الثبات و الفعالية و تحليل درجة ملائمتها لمجموعة من المعايير المرتبطة بالأهداف المحددة تهدف اتخاذ قرار." التوجيه التعديل المصادقة *أهدافه: *أهدافه: * أهدافه:المصادقة على امتلاك المتعلم يقصد بالتوجيه:- توجيه المتعلم - تشخيص أخطاء المتعلمين. التعلمات الأساسية و القدرة على نحو أنشطة تعليمية معينة. - استثمار أخطاء التلاميذ في وضع إدماجها في حل وضعية مسألة. - تحديد مؤهلات التلميذ. خطة للعلاج و تنفيذها. * ينجز في نهاية التعلم الخاص - تحديد الصعوبات التي تفترض *الإنجاز: بالكفاية أو بإحدى مراحلها. المتعلمين. 1/ ينجز في أنشطة التعلم العادي * تطبق على وضعية جديدة مكافئة *وقت الإنجاز: و تعلم الإدماج لتدارك نقص. للوضعية المعتمدة في إدماج في بداية تعلمات جديدة للوقوف 2/ وسائل الإنجاز: التعلمات. على المكتسبات السابقة مختلف وسائل التقويم التكويني. * ضرورة الاهتمام بالإنجازات الضرورية للتعلم. الصحيحة دون اعتبار الأخطاء. *أثناء الإنجاز: خلال وضعيات إدماج تتعلق بكفايات سابقة أو أدوات اختبارية.
I. الإدماج و كفايات الاجتماعيات بالثانوي الإعدادي:
إن المتأمل للكفايات المرصودة لمواد الاجتماعيات على مستوى الثانوي الإعدادي، كما جاءت بها الوثيقة الإطار، سيجد على أن عنصر الإدماج حاضر في كل كفاية من الكفايات، إلى الحد الذي يمكن القول على اكتساب أو ترسيخ أية كفاية لا يمكن أن يتحقق بدون إدماج المتعلم لمكتسباته مرحلياً أو نهائياً. و في ما يلي سنحاول مقاربة هذا الموضوع و سنعمل على تقسيمه إلى ثلاث محاور أساسية:
1) كفايات الجغرافيا و تصريف بيداغوجيا الإدماج: يستهدف برنامج الجغرافيا للسلك الثانوي الإعدادي تنمية مجموعة من الكفايات: • اكتساب معارف جغرافية أساسية • اكتساب مهارات تنظيمية • الاكتساب الأولي لعناصر المنهج الجغرافي و أشكال التعبير الجغرافي • إدراك وظيفة الجغرافيا
سنحاول مقاربة التصريف البيداغوجي للإدماج في هذه الكفايات كما يلي :
كفاية اكتساب معارف جغرافية أساسية: تستهدف هذه الكفاية اكتساب رصيد معرفي أساسي وفق موضوعات محددة هذا يرصد يرتقب توظيفه في سيرورات تعلمية وسيطية أونهائية ترتبط بالأساس بالعمليات الفكرية للمنهج الجغرافي .الوصف و التفسير و التعميم . فتجسيد هذه الكفاية سيتحقق وفق الأنشطة الاستكشافية أو التعلمات الجزئية الإدماجية لذلك فعلى مدرس الاجتماعيات الاهتمام بهذه الأنشطة و تدريب المتعلم على الإدماج الجزئي تمهيدا لتوظيف و استثمار تعلماته المدمجة في تنمية كفايات أخرى
اكتساب مهارات تنظيمية: تستهدف هذه الكفاية تنمية أحد العناصر الأساسية لبيداغوجيا الإدماج : وهي تنمية كفاية العمل الفردي ، أي إقدار المتعلم على بناء تعلماته عن طريق اكتشافه لتعلماته أولا ، ثم ترسيخها ثانيا ،ثم إدماجها لاحقا في سياق تعلمي دال . و العمل الفردي أحد الفرص الأساسية التي تدرب المتعلم على الإدماج بشكل ذاتي في سياق حله للوضعية المشكلة التي صادفها ، و يبقى دور المدرس التوجيه و الوساطة أو التعديل لمسار تعلمات المتعلم.
الاكتساب الأولي لعناصر المنهج الجغرافي و أشكال التعبير الجغرافي : ترتبط هذه الكفاية بتدريب المتعلم على اكتساب و تطبيق العمليات الفكرية التي ينبني عليها المنهج الجغرافي وهي: الوصف و التفسير والتعميم، و اختيار أشكال التعبير الجغرافي أثناء عليات التطبيق. فتطبيق المنهج الجغرافي بشكل صحيح لا يمكن أن يتحقق إلا ب: - إدماج المتعلم لمكتسباته السابقة على مستوى المعارف و المفاهيم والقواعد والقوانين. - تنويع وضعيات الإدماج في دراسة الظواهر الجغرافية بشكل يتيح للمتعلم إمكانية المقارنة على المستوى المجالي، أو على مستوى الظواهر و المقاييس، و هذا يوفر فرصة للإدماج بصيغته المرحلية أو النهائية. - إدماج وسائل التعبير الجغرافي(مبيان، خريطة، جدول...) في وضعيات استكشاف أو وضعيات التعلم الجزئي، أو وضعيات الإدماج. إن هذه الكفاية لا يمكن أن ترسخ إلا بتدريب المتعلم على إدماج مكتسباته، ذلك أن التحليل الجغرافي هو "تحليل إدماجي" ينطلق من استحضار معطيات التفسير التي تنبني عن العوامل و الآليات و الظروف الطبيعية و البشرية و الاقتصادية...لتفسير عملية الوصف( الملاحظة و التصنيف و الترتيب و التوطين..)، و استحضار معطيات الوصف و التفسير في عملية التعميم لبناء القوانين و الإنتاجات الجغرافية و الاقتراحات المجردة.
إدراك وظيفة الجغرافيا: إذا كانت الوظيفة المجتمعية للجغرافيا هي إكساب المتعلم ثقافة مجالية تؤهله لاتخاذ مواقف إيجابية تجاه البيئة و المحيط، فإن ذلك لن يتحقق إلا بإقدار المتعلم على إدماج مكتسباته القبلية في تعلمات جزئية داخل وضعيات ديداكتيكية في سياق المادة، و إدماجها ثانياً في وضعيات مسائل في نهاية التعلمات، هاذين الإدماجين سيؤهلانه لإدماج كل تعلماته في محيطه البيئي و الاجتماعي من خلال سلوكات واعية، و تصرفات واطنة، و لن يتحقق ذلك إلا بتعزيز و تكثيف أنشطة الإدماج في بنا التعلمات بشكل سيحفز المتعلم على المشاركة و حب الاستطلاع و تعزيز الثقة بالنفس.
نستخلص من خلال ما تقدم على أن تصريف بيداغوجيا الإدماج بشكلها التطبيقي على مستوى مادة الجغرافيا بالسلك الثانوي الإعدادي، تصريف ممكن وفق البرنامج الحالي المبني على الكفايات المقتبسة من المنهج الجغرافي، وليس من صنافات أو مراقي كما كان الشأن مع بيداغوجيا الأهداف.
2) كفايات التاريخ و تصريف بيداغوجيا الإدماج: إذا كان التاريخ هو علم دراسة الماضي البشري بتفاعلاته الاقتصادية و الاجتماعية والسياسية و الذهنية لإعطاء معنى للحاضر و التنبؤ بالمستقبل. و إذا كن دراسة هذا التفاعل يقتضي البحث عن آليات ووسائل وتوظيف مفاهيم و اعتماد نهج تاريخي لإنتاج إنتاجات تاريخية على شكل اقتراحات مجردة و ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ و إذا كانت بيداغوجيا الكفايات تهدف من خلال أنشطة التعلم التي تطرحها إلى تكوين "متعلم مؤرخ" بالسلوك لا بالتخصص، فإن بيداغوجيا الإدماج تسعى إلى تعزيز تكوين متعلم مؤرخ من خلال الآليات الإدماجية المكتسبة. و في هذا الإطار سوف نحاول مقاربة لإمكانية التصريف البيداغوجي للإدماج من خلال الكفايات التالية المرصودة لمادة التاريخ بمرحلة الثانوي الإعدادي: • كفاية الموضعة في الزمن؛ • الاستئناس بالمفاهيم التاريخية؛ • تحليل الوثائق التاريخية؛ • دراسة بيوغرافيا تاريخية؛
على مستوى كفاية الموضعة في الزمن: تتجلى في إقدار المتعلم على قراءة وبناء وتحليل بعض وسائل تمثيل الزمن، كاللوحات الكرونوجية و ما يرتبط بها من أحداث و ظواهر تاريخية، مما يسهم في إبراز انتظامها و تزامنها، و بالتالي تسمح بالمقارنة و التفسير و تصور الأبعاد الزمنية و جمع المعلومات و تنظيمها، كل هذه العمليات تتطلب من المتعلم إدماج حصيلة تعلماته المكتسبة على مستوى الوضعيات المدرسية، أو الوضعيات الحياتية مستقبلاً من خلال وعيه إدراكه لمفهوم التطور و التحول.
على مستوى كفاية الاستئناس بالمفاهيم التاريخية: من المعلوم أن لكل علم مفاهيم مهيكلة تنظمه، وفي هذا الإطار تشكل المفاهيم التاريخية أحد العناصر الأساسية المشكلة للخطاب التاريخي و منها: المجال، المجتمع، و الزمن. و اكتساب النتعلم لهذه المفاهيم و مفاهيم أخرى تتطلب العمل وفق مجموعة من الأنشطة التعلمية الإستكشافية، و شكل برنامج مرحلة السنة الأولى إعدادي محطة لإكتساب هذه المفاهيم، غير أن المفاهيم المكتسبة في هذه المرحلة يتم توظيفها لاحقاً في المستويات المقبلة بتطبيقها و إدماجها في وضعيات تعلمية جديدة. و بالتالي فهذه الكفاية........................................................
على مستوى كفاية تحليل الوثائق التاريخية: تتجلى هذه الكفاية في تدريب المتعلم على تطبيق منهجية تحليل الوثائق التاريخية(نصوص، جداول، خطاطات،...)، فهذه الكفاية تروم إلى إدماج المتعلم مكتسباته السابقة في معالجة الوثائق، لأنه لا يمكن تحليل وثيقة تاريخية بدون توظيف مناهج و مفاهيم و موضعة في الزمن ز المكان... أي إدماج مكتسبات كانت محطة لتعلمات سابقة . و سنقدم هنا مثالاً لذلك: تحليل نص تاريخي: - تحديد طبيعة النص. - تحديد صاحب النص. - تحديد مصدر النص. - تحديد السياق التاريخي للنص. - تحديد الفكرة العامة. - تقسيم النص إلى مقاطع و أفكار رئيسية. فمختلف هذه العمليات تتطلب استحضار التعلمات السابقة و إدماجها بهدف "التحليل"، كما أن هذه المنهجية ستسمح بإدماجها في تحليل نصوص أخرى مشتقاة من المحيط(جداول، مقالات صحفية...). على مستوى كفاية دراسة بيوغرافيا تاريخية: على مستوى مضمون الكفاية، فترتبط بتطبيق منهجية لدراسة البيوغرافية التاريخية على شخصية تاريخية و فهم الدور التاريخي لها، و لذلك فالمتعلم مطالب باستحضار و توظيف مجموعة من المكتسبات و منها: المعرفية المرتبطة بالجانب المعلوماتي حول الشخصية، و المهاراتية المرتبطة بجمع المعلومات من مختلف المعينات( الوثائق و المراجع)، و تنظيم هذه المعطيات لتقديم في النهاية "حصيلة إدماجية" حول شخصية معينة، والتي ستضمن معلومات أساسية و دالة، و هذا ما يتفق مع أهداف الإدماج بصفة عامة.
3) كفايات التربية على المواطنة و تصريف بيداغوجيا الإدماج:
بشكل مادة التربية على المواطنة مادة أساسية لتصريف بيداغوجيا الإدماج بمختلف تطبيقاتها، على اعتبار أن الغاية المثلى من هذه المادة هي تكوين مواطن إيجابي يتفاعل مع محيطه بسلوكات و مواقف إيجابية، تسهم في تطوير المجتمع و ازدهاره. ولعل هذا ما دفع إلى تبني الإصلاح التربوي إدماج التربية على القيم و مدخل الكفايات كعنصرين أساسين يؤهلان المتعلم بعد نهاية تعلمه إلى تبني الاستقلالية و التفاعل و الاختيار و المواطنة المسؤولة عبر انتقاله لدراسة الحقوق و القيم المرتبطة بالذات إلى دراسة المؤسسات الفاعلة في المجتمع و التي تسهر على ضمان الحقوق الفردية و الجماعية. و إذا تأملنا دورة التعلم في التربية على المواطنة و التي تنطلق من مرحلة الفهم و التحسيس عبر بناء مجموعة من التعلمات من خلال الأنشطة الاستكشافية إلى مرحلة "رد الفعل" أي تكوين مواقف إيجابية منطلقها البعد القانوني إلى الفعل على شكل ممارسات و سلوكات تنبني على قيم المواطنة. و فيما يلي هذه الخطاطة كنموذج لتصريف بيداغوجيا الإدماج وفق دورة التعلم |
|