الشاب بين الأمل والأمراض النفسية:
الشباب هم الجيل الصاعد وأمل المستقبل، ورهان تقدم أي مجتمع منطوي على أكتافهم وسواعدهم، فصحتهم وتقدمهم يعود على المجتمع بالخير، فالمجتمع الصحي يكتنفه أفراد أصحاء، والمجتمع المريض يتراكم عليه أفراد مرضى، ولقد برزت في الآونة الأخيرة بعض الظواهر المرضية التي تمس هذه الشريحة، وهي أمراض مستعصية ترتبط بالجانب النفسي والعقلي، ومن أبرز أصناف تلك الأمراض الاكتئاب والانفصام والانهيار العصبي وغيرها من الأمراض، ونكتفي هنا بتعريف بعض هذه الأمراض.
1/ مرض الاكتئاب: وهو ما يسمى بالشعور بالحزن المستمر، وقد ذكر بأن صاحبه يبدو: (( وكأنه في حداد دائم، والكآبة واضحة على قسمات وجهه نتيجة ظروفه المحزنة الأليمة، وقد لا يعي المريض المصدر الحقيقي لحزنه، وقد يخيل إليه أنه مصاب بأمراض فتاكة لا أمل في شفائه منها، أو أنه يعتقد أنه ارتكب خطيئة و لا أمل له في الغفران )) .
2/ فصام الشخصية: وهو (( يعتبر من أخطر الأمراض العقلية التي تصيب الإنسان، وتسبب له المشاكل العويصة التي تبعده عن أهله وأقربائه وأصدقائه، وتدفعه إلى العزلة والوحدة والانطواء على ذاته، ليسبح في أحلام خيالية لا تمت إلى الواقع والحقيقة بأية صلة )) .
ويتولد من إصابة الشاب بمثل هذه الأمراض النفسية تداعيات خطيرة تشل قدراته في بناء مستقبله، ومن دلائل خطورة الأمراض النفسية ما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام، حيث قال: (( ألا وإن من البلاء الفاقة . وأشد من الفاقة مرض البدن . وأشد من مرض البدن مرض القلب )) .
وقد يردف تلك الأمراض شذوذ خاص في التصرف كاستخدام آلة الانتقام، ممن يراهم سبباً لتعاسته أو علة لتدهور مستقبله، وربما لمجرد إحساسه بذلك يقدم على التعدي والتخريب، سواء على المرافق العامة، أو على بعض الأشخاص، بالسرقة لبعض الممتلكات أو الخطف أو التهديد أو ما شابه ذلك، ولكن تبقى تلك الأمراض النفسية المذكورة سلفاً وغيرها، هي أكثر ما يتعرض له هؤلاء الفتية، ولذلك نسلط الضوء على بعض الآثار المترتبة عليها.
تداعيات الأمراض النفسية على الشباب:
ومن أبرز تداعيات هذه الأمراض على الشباب النقاط التالية:
1/ عدم القدرة على التخطيط: فمن يشعر بالكآبة في حياته، لا ترتسم أمامه خيوط الأمل، ولا يجد في نفسه الكفاءة للوصول إلى القمم، لأنه يرى نفسه مشلولاً عن مواصلة الدرب، فهو بذلك لا يفكر في بناء مستقبله، وإنما يكتفي بما يكتب له الزمان، ويستسلم للأقدار المكتوبة على جبينه، ومن هنا يمكن القول بأن هذا المبتلى لا يمكنه أن يصنع له خطة مستقبلية، ولا يقدر على وضع أجندة يسير على وفقها.
2/ الابتعاد عن مخالطة الناس: وهي نتيجة طبيعية لمن يعيش مثل هذه الأمراض، وذلك لأنه يشعر بأنه فرد غير مرغوب فيه، وقد تساهم بعض المواقف من الناس في بزوغ ذلك التصور، يقول أحد المرضى: (( كنت أبتعد عن الناس كل الناس، وخاصة من كانوا إلى أمس قريب من المقربين إلي والذين لا أستطيع فراقهم والابتعاد عنهم، ففضلت الوحدة والانطواء لأنني لا أستطيع مشاركتهم في أحاديثهم في أحاديثهم أو لعبهم لعجزي عن الكلام، ولشعوري في الوهن الذي يدب في جسدي، وقد لاحظ أستاذ الرياضة البدنية تقاعسي عن مشاركة الزملاء اللعب فأبعدني عن الحلبة، وكان لما فعله أثر سيئ جداً حز في أعماقي خاصة عندما أشاهد من بعيد رفاقي وهم ينظرون إلي نظرة استغراب وتعجب )) .
3/ الإقدام على الانتحار: وهذا عادة ما تكون حينما يشعر الفرد بصعوبات جليلة في الحياة،وتقل لديه منافذ الأمل، وتتوهن عنده سواعد الصبر، ويفتش عن الراحة فلا يجدها، فيتخيلها جاثمة في الهروب، وذلك عبر التخلص من هذه الحياة، فيقدم على الانتحار!!، وهذا ما أكدت عليه دراسة حول نسبة الأطفال الأمريكيين المصابين بأمراض نفسية التي تقول: (( وقد قدرت دراسة جديدة عدد الأطفال الأمريكيين المصابين بأمراض نفسية وعصبية بحوالي 12 مليون طفل، ونصف هذا العدد مصابون بأمراض نفسية خطيرة قد تصل أعراضها ـ في بعض الأحيان ـ إلى الإقدام على الانتحار )) .
أبرز أسباب الأمراض النفسية للشباب:
وكل هذه المظاهر لها أسباب يجب معرفتها لكي يتسنى بعد ذلك معالجتها، ومن أبرز تلك الأسباب ما يلي:
أولاً: عدم حصول الطفل على العاطفة الكافية: فيكبر هذا الطفل وهو يشعر بحالة النقص والحرمان في نفسه، مما يولد في نفسه صورة قاتمة وباهتة تجاه الحياة، ينعكس عليه في المستقبل القريب، فينتابه شعور بالتردد والإحجام في بناء مستقبله، وفي دراسة نفسية ثبت أن 91% من المجرمين كانوا يعانون من نقص المحبة والعطف، ويعزو مؤلف كتاب الأمراض النفسية جملة من أسباب تؤدي إلى الإصابة بمرض الاكتئاب فمنها: (( فقدان العطف أو الحنان أو التفرقة في معاملة الأبناء، أو التسلط والإهمال، أو الحرمان العاطفي أو الحنان المادي، أو الحرمان المعنوي، أو فقدان الاعتبار الاجتماعي أو فقدان الكرامة ... إلى أن يقول: كل ذلك يؤدي إلى صراعات شعورية و لا شعورية تصل بصاحبها إلى الإحباط والعجز وخيبة الأمل والكبت والقلق فيكون الاكتئاب وسيلة دفاعية عن الذات تجاه المخاطر )) ، ومن هنا نقدر قيمة الوصايا الدينية التي جاءت تدعو الآباء لأن يولوا أهمية في جانب إغداق العطف تجاه الأبناء خصوصاً مسألة التقبيل وما يعبر به عن المحبة، ومن جملة الأحاديث التي ترتبط بهذا الصدد: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( أكثروا من قبلة أولادكم، فإن لكم بكل قبلة درجة في الجنة مسيرة خمسمائة عام )) ، ورواية أخرى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من قبل ولده كتب الله له حسنة، ومن فرحه فرحه الله يوم القيامة، ومن علمه القرآن دعي بالأبوين فكسيا حلتين تضيء من نورهما وجوه أهل الجنة )) ، ورواية تقول عن أمير المؤمنين علي عليه السلام: (( أبصر رسول الله رجلاً له ولدان فقبل أحدهما وترك الآخر فقال صلى الله عليه وآله: فهلا واسيت بينهما )) ، ورواية تقول: قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (( من كان عنده صبي فليتصاب له )) ، وفي رواية: (( كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقبل الحسن والحسين عليهما السلام فقال الأقرع بن حابس: إن لي عشرة من الولد ما قبلت أحداً منهم !!، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من لا يرحم لا يرحم )) .
ومن شرائح المجتمع التي تحتاج إلى عناية عاطفية فائقة شريحة الأيتام، فقد جاءت توصيات إسلامية بالعناية بهم والعطف عليهم وسد حاجاتهم، ومغزى هذه التوصيات أن يكون هذا الاهتمام حاجزاً عن إصابة هذه الشريحة بالقلق والاكتئاب وغيرها من الأمراض النفسية، ومن هذه النصوص قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( كن لليتيم كالأب الرحيم، واعلم أنك تزرع كذلك تحصد )) ، وقال الإمام علي عليه السلام: (( ما من مؤمن ولا مؤمنة يضع يده على رأس يتيم ترحما به إلا كتب الله له بكل شعرة مرت عليها يده حسنة )) . ومن هنا يجب الاهتمام بمساندة المؤسسات التي تهتم بشؤون الأيتام، كلجان كافل اليتيم المنتشرة في البلاد الإسلامية.
ثانياً: سوء التربية في المنزل أو المدرسة: فالطفل حين يجد الإهانة بالقمع والاضطهاد وغيره من قبل الوالدين أو المعلم أو من يشعر بأنه محل العطف، فإنه سينتابه شعور بالوهن أو القلق، ربما أدى إلى بروز مرض نفسي كالاكتئاب وغيره، لقد عبر أحد المرضى النفسيين عن هذه الحالة حين كان أصدقاؤه وأقاربه يرمونه بالخرس يقول: (( أنني أصبحت أعتقد أنني ربما كنت أخرس بالفعل،وكنت أفكر دائماً في كلمة أخرس، وكثيراً ما كنت أختلي بنفسي أمام المرآة وأخرج لساني وأحاول الكلام لأرى أنني أستطيع الكلام فعلاً ))
فالطفل ربما يتعرض في المدرسة لبعض ألوان العنف سواء كان بالضرب أو بالصرخة أو الكلمة الهابطة أو غير ذلك من التصرفات التي تترك أثراً سليباً في حياة الطفل، والأدهى في ذلك كله حين يتعرض الطفل إلى تحرش جنسي مما قد يحوله إلى شخص منحرف يمارس التحرش الجنسي إزاء الآخرين للانتقام، لقد ذكرت بعض (( الأبحاث القليلة التي أجريت على الشواذ وعلى المدانين في قضايا جنسية أكدت أن معظمهم تعرضوا إلى اعتداء جنسي في صغرهم )) .
فهذه التصرفات السيئة تولد لدى الفرد الكراهية في الحياة أو الانتقام، أو تنشئ في نفسه بعض الضغائن والأحقاد وغيرها من الأمراض النفسية.
ثالثاً: كثرة وقوع المشاكل في حياته: إن الظروف المرة أو الحلوة التي تقابل الشاب في مقتبل عمره لتضع بصماتها في حياة الفرد، وترسم في ذهنه صوراً متفاوتة بين التفاؤل والتشاؤم، فإذا مرت عليه ظروف طيبة خلقت في قلبه الأمل، وإذا توالت عليه المشاكل والصعاب، داخله من ذلك الهم والحزن، وولدت لديه شعور سيئ، يترجمه الخوف من المستقبل الغامض، وهذا الإحساس قد يلازمه ردحاً من الزمن، فعلى سبيل المثال حين يرى الشاب عدم عناية تامة من قبل والديه، أو كان الوالدان منفصلين عن بعضهما، أو لاقى أذى متوالياً من أبناء المجتمع، أو رأى عدم قدرة على مواصلة الدراسة، ولم ير بديلاً يحل محلها، أو وجد تعقيداً لقبوله في الجامعة، أو صعوبة للحصول على وظيفة مناسبة، أو انسداداً من مكاتب العمل، أو رفضاً للاقتران بشريكة العمر، فهذه وأمثالها إذا توالت واجتمعت في طريق الشاب، فإنها قد تخلق له عقداً شائكة في نفسه، وربما أدت إلى وقوعه في أمراض عقلية أو نفسية.
رابعاً: عدم حصوله على التربية الدينية الكافية: إن عدم حصول الشاب على وجبات روحية دينية في حياته تجعله سريع الانهزام أمام التحديات التي تحصل أمامه، ولهذا نجد أن المتدينين أكثر تحملاً من غيرهم في مواجهة الصعوبات، ويبدو هذا واضحاً في المجتمعات الغربية من خلال ازدياد ظاهرة الانتحار، حتى صاروا يبتكرون طرقاً للانتحار، بينما نجد الإسلام يزرع في قلب المؤمن حب الحياة، ويؤكد لديه بأن الصعوبات في الطريق هي أمور طبيعية، وأن كل مشكلة تعصف به لابد أن يكون لها حل، وإن تعقَّد حلها عند طَرْق أبواب الأرض، فإن طَرْق أبواب السماء يفتحها.
وبعد معرفة أهم الأسباب التي تزرع في قلب الشاب الأمراض النفسية الفتاكة، علينا أن نسع جاهدين في إيجاد أنبل الطرق لعلاجها؛ ولا شك أن معالجة تلك الأسباب السابقة هي السبيل السليم لخلق جيل ناشئ خال من تلك الأمراض، وتلك المعالجة ترتبط بعدة خطوات يجب التأكيد عليها وتفعيلها، لأنها تعد هي الدور الفاعل في مكافحة تغلغل تلك الأمراض، أو تكبح من نمو ازديادها على المدى المنظور، من هنا ينبغي التعرف عليها وتجسيدها على مسرح الحياة مع النشء الصاعد.
الطرق الوقائية للأمراض النفسية:
أما أبرز الطرق العلاجية لتلك الأمراض التي قد تعصف بالشباب وتهدم مستقبلهم، فتكمن في وقايتهم من الإصابة بهذه الأمراض، وذلك عبر تفعيل البنود التالية:
1/ التربية السليمة في الأسرة والمدرسة: وهنا يأتي الدور الهام الذي يجب أن يبذله مربي الطفل سواء كان على صعيد الأسرة أو المدرسة، فإذا كان المربي على سبيل المثال جاهلاً، أو أحمقاً فحينئذ على الأبناء السلام، لأن الأبناء يتخذون من مربيهم ومعلمهم قدوة ومثلاً أعلى في حياتهم، ولهذا ندعو المربي أن يبدأ بتزكية نفسه قبل أن يربي من هم حوله، فإن أصلحها فإن ذلك سينعكس على أبنائه الذين يربيهم. يقول أبو الأسود الدؤلي:
يا أيها الرجل المعلم غيره
هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي الغنى
كيما يصح به وأنت سقيم
ونراك تصلح بالرشاد عقولنا
أبداً وأنت من الرشاد عديم
لا تنه عن خلق وتأتي مثله
عار عليك إذا فعلت عظيم
وابدأ بنفسك فانهنا عن غيها
فإذا انتهيت منه فأنت حكيم
فهناك يقبل ما وعظت ويُقتدى
بالعلم منك وينفع التعليم
2/ أهمية الموازنة في النظرة تجاه الحياة: فعلى الشاب أن يعلم بأن الحياة كما هي مليئة بالأشواك، فهي أيضاً مليئة بالورود، ولكي يتم قطف الورود غالباً ما ينتاب المرء شيء من الأشواك، ولذلك لابد من التحلي بالصبر والتحمل حتى يتم الوصول إلى قطف الثمرة؛ و (( لأن الوضع الصحيح للفرد عند مواجهته لمتاعب الحياة وصعوبات العيش هو موقف المهاجم المصمم على التغلب عليها مما يوجد عند هذا الفرد شعور بالرضا يدفعه للشعور بالثقة في نفسه للتغلب على ما يتلوها من مشاكل ومتاعب )) . وحين نتأمل في حياة كل الذين نجحوا في هذه الحياة نجد أنهم عانوا الكثير من المصاعب، والآلام، فتحملوها حتى وصلوا إلى مراميهم، وهنا يأتي دور التوجيه من قبل الآباء وكذلك المصلحين والمعلمين، ومن هم في سدة المسئولية. فهذا شاعر النيل حافظ إبراهيم يدعو الناشئة للجد والمثابرة فيقول:
فتجشموا للمجد كل عظيمة
إني رأيت المجد صعب المرتقى
من رام وصل الشمس حاك خيوطها
سبباً إلى آماله وتعلقا
فتعلموا فالعلم مفتاح العلا
لم يبق باباً للسعادة مغلقا
فتجشموا للمجد كل عظيمة
إن القوي بكل أرض يتقى
3/ الدخول في مجال الأنشطة الاجتماعية: إن الدخول في الأعمال الخيرية أو الأنشطة المدرسية لها دور كبير في إخلاء الهموم والآلام التي يمكن أن تجثم على جدران الصدور، كما أن الترويح عن النفس سواء عبر الرحلات التي تقيمها المدرسة، أو التي تقيمها بعض المراكز الاجتماعية، أو التي يؤديها رب الأسرة، لها مدخل كبير في انتشال بعض الأشواك النفسية التي قد تختلج في صدر الأولاد، فالأسفار تعد سبيلاً من السبل التي لها دور في رفع تلك الأتربة. يقول الإمام علي عليه السلام:
تغرب عن الأوطان في طلب العلى
وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفرج هم، واكتساب معيشة
وعلم وآداب وصحبة ماجد
ولا ننس أن بعض تلك الأعمال الاجتماعية أو المدرسية لها انعكاس إيجابي على مستوى الفرد العلمي والفني، فلذلك يجب دفع الشاب نحو مثل تلك الأنشطة سواء كان على صعيد المدرسة أو على صعيد المجتمع، وللوالدين دور كبير في دفع الطفل للدخول في مثل تلك الأعمال الاجتماعية، كالمؤسسات الاجتماعية التي ترموا خدمة الدين والمجتمع، وما يهم الموضوع هنا هو أننا نلاحظ أن أكثر الذين دخلوا هذه المؤسسات الخيرية، غالباً ما يعيشون في منأى من الأسقام النفسية.
4/ التعرض للأجواء الدينية والروحية: سواء كان ذلك عبر المساجد أو المراكز والمؤسسات الاجتماعية، فالمحاضرات والندوات والاحتفالات والمهرجانات وغيرها لها أثر كبير في تنمية عقل الطفل، وذلك بكسبه المعارف التي تأخذ بيده نحو الطريق السليم، وتزوده بالمعنويات الروحية التي تنفعه في مستقبل حياته، ومعلوم أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إنما جاهد بالمسلمين تعزيز الدين إنما فعل ذلك بعدما عبأ فيهم الروح الدينية، و روح التضحية والفداء، فالشاب الذي يريده الأب أن يتحمل مشاكل الحياة، لابد أن يعرضه للأجواء التي تزرع فيه روح الصمود والتحدي، وهذا ما صنعه الرسول بالضبط مع أبناء الإسلام.
نسأل الله العزيز الحكيم أن ينعمنا جميعاً بنعمة الصحة والعافية إنه كريم عطوف، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.