الوطواط
(632-718هـ / 1234 -1318م)
محمد بن إبراهيم بن يحيى بن علي الأنصاري الكتبي الورقي ولقبه جمال الدين والمعروف بالوطواط. عالم الأرض والزراعة والجغرافي وعالم الفلك. عاش في القرنين السابع والثامن الهجريين / الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين.
لم تذكر الموسوعات الكثير عن حياة الوطواط ، ومن المعروف أنه عاش بمدينة القاهرة، وكان يحترف بيع الكتب بها، ولذلك لقب بالوراق، وتوفي بها عام 784هـ /1382 م. واطلع الوطواط على الكتب الأصول في علم الفلك والزراعة، واهتم بكتب التراجم. وكان من العلماء الذين يرون أهمية ترابط العلوم وتداخلها، فكان اهتمامه بالزراعة مرتبطا بالفلك والظروف البيئية الخاصة بالتربة وتكوين الأرض.
ومن أهم كتبه في علم الزراعة كتاب: مباهج الفكر ومناهج العبر في إبراز ودائع الفطر من إحراز الصور. وهو كتاب يبحث في مجالات علمية متعددة منها: خلق الأرض وكرويتها، وتكوين التربة في الكيمياء، والفلاحة وزراعة الحبوب، والقحطاني وسائر أنواع النبات وارتباطها بالظروف البيئية الملائمة وميقات زراعتها، وكيفية الحفاظ عليها بالوسائل الزراعية المختلفة التي تحافظ على الزراعة وتنميها وتكثر المحصول، فكان كتابه بذلك من الكتب الأولى في تحسين الطرق الزراعية. ودرس فيه كذلك طرق الري الصالحة للزراعة تبعا لظروف التربة ونوع المحصول، وكان من الكتب المراجع في هذا المجال. وقد احتفى به المستشرقون لأهميته وعكفوا على دراسته، واعتبروه من الكتب العربية الأصول في علم الزراعة.
وقد ظل هذا الكتاب مجهولا لسنين عديدة، فالكثير من نسخه المخطوطة ناقصة الصفحات حتى أنه نسب خطأ في إحدى النسخ إلى ابن العوام، وهو كتاب يتألف من 1089 صفحة فيه رصد كامل لكل أنواع المزروعات. وللوطواط مجموعة رسائل بعنوان: عين الفتوة ومرآة المروة.
---------------------------------------------------------------------
الوفائي
( 811- 876هـ / 1408 - 1471م )
عبد العزيز بن محمد بن محمد القاهري الوفائي المعروف بابن الأقباعي وكنيته أبو الفضل وأبو الفوائد ولقبه عز الدين عالم الفلك عاش بالقرن التاسع الهجري / الخامس عشر الميلادي .
ولد الوفائي بمدينة القاهرة عام 811هـ / 1408 م ولم تذكر الموسوعات أو كتب تاريخ العلوم شيئا عن حياته سوى أنه كان موقتا بالجامع المؤيد بالقاهرة، بل إن المؤرخين قد اختلفوا في سنة وفاته فكانت هناك رواية قليلة تذكر أنه توفي عام 874 هـ / 1081 م والبعض الآخر ذكر أنه توفي 879هـ / 1086 م ولكن الرواية الأكثر شهرة والأكثر تداولا والأكثر دقة هي عام 876هـ / 1471 م .
كان الوفائي من أشهر الفلكيين المسلمين في القرن التاسع الهجري وقد انصبت اهتماماته الفلكية على العديد من الموضوعات، ولعل أهمها كانت معرفة التوقيت عن طريق التوقيت في مدينة ما عن طريق خطوط الطول والعرض وكذلك فقد اهتم بحركة الكواكب السيارة والنجوم ومنها الزهرة و عطارد واهتم كذلك بعمل جداول فلكية دقيقة وربط بين الرياضة والفلك ، وتحدث عن الآلات الفلكية وشرح في رسالة له عمل آلة دائرة المعدل .
وللوفائي ما يزيد عن أربعين كتابا وعشرين رسالة مازالت مخطوطة إلى الآن بالرغم من شهادة كافة مؤرخي العلوم العرب والمستشرقين بدقة تلك الكتب وأهميتها ، ومن أهم كتبه كتاب النجوم الزاهرات في العمل بربع المقنطرات وقد فرغ من تأليفه في 17 صفر عام 343 هـ /954 م وقد عرف هذا الكتاب بعدة أسماء منها "قطف الزهرات في العمل بربع المقنطرات" و "الزهرات في العمل بربع المقنطرات" . وقد ألف كتابا آخر في نفس الموضوع وهو عبارة عن مختصر ملخص لكتابه السابق الهدف منه التيسير على طالبي العلم بعنوان : تلخيص الدرر المنثرات في العمل بربع المقنطرات . وكتاب: خلاصة الدرر في العمل بالقمر قد اهتم به بروكلمن واعتبره من أهم الكتب الفلكية في التراث العربي وكتاب: نزهة النظر في العمل بالشمس والقمر وقد لخص أيضا هذا الكتاب بعنوان: ملخص نزهة النظر ، وكتاب كفاية الوقت لمعرفة الدائر وفضله والسمت.
ومن أهم كتبه التي اتضح فيها ربطه الدقيق بين الرياضيات وعلم الفلك كتابه : فائدة في حساب المنحرفات وكتاب: كفاية الوقت لمع رفة الدوائر و وسيلة الطلاب في كيفية استخراج الأعمال الفلكية بالحساب ، وله بعض الرسائل الهامة ومنها رسالة العمل بالربع المجيب و رسالة تقويم الكواكب السيارة والبروج و رسالة شرح آلة دائرة المعدل و رسالة في العمل بالمثلث و رسالة جيب الثمن.
----------------------------------------------------------------
أولغ بك
(796-853هـ / 1394 -1449م)
محمد طورغاي بن شاه رخ أولغ بك، عالم رياضي اشتهر في القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي. ولد في سلطانية من إقليم خراسان، حيث كان أبوه حاكما عليها.
وفي عام 810هـ/ 1408م عينه والده أميرا على جزء من خراسان، ثم لما انتزع والده تركستان من حاكم سمرقند، عين أولغ بك واليا عليها.
كان أولغ بك شغوفا بالآداب والعلوم، كما درس القرآن ونظم الشعر، واهتم بالفلك خاصة، كما كان له ذوق سليم في الهندسة والعمارة. وقد تمثلت إنجازاته المعمارية في تزينه لمدينة سمرقند بالعمائر الفخمة، فشيد خانقاه فيها أعلى قبة في العالم في ذلك الوقت. كما بنى مسجد أولغ بك، أو المسجد المقطع وسمي كذلك لأنه كان مزينا بالخشب المقطع من الداخل، وبنى كذلك مسجد شاه زنده.
وفي عام 828هـ/ 1425م، بنى أولغ باشا قصرا ذا أربعين عمودا تحيطه أبراج أربعة شاهقة وزينه بالمرمر، وكانت قاعة العرش فيه فسيحة جدا، بلغت فيها قاعدة العرش ثماني أذرع بخمسة عشر. كما بنى مدرسة عالية فيها حمام مزخرف بالفسيفساء البديعة، وعهد بإدارتها إلى قاضي زاده الرومي .
أما أبرز إنجازاته العلمية فهي بناؤه مرصد سمرقند عام 832 هـ1429 م على الجانب الآخر من كوهيك، وكان يعد في زمانه إحدى عجائب الدنيا. وقد عمل أولغ بك في هذا المرصد جنبا إلى جنب مع الفريق الذي اختاره بنفسه. ورأى أولغ بك أن حساب التوقعات للحوادث على ما قرره بطليموس لا يتفق مع الأرصاد التي قام هو بها، فعمد إلى تصحيحه، وألف زيجه المعروف بالزيج السلطاني.
كما اعتنى أولغ بك بفروع الرياضيات الأخرى فشملت اهتماماته حساب المثلثات وجداوله في الجيوب والظلال التي ساعدت على تقدم هذا العلم. كما كان له جولة في الهندسة شغل نفسه فيها بحل أعمالها العويصة ومسائلها المعقدة.
ولم يقصر أولغ بك اهتماماته على الفلك والرصد فقط، بل كان فقيها، اقتصر على دراسة القرآن وحفظه، وجوَّده على القراءات السبع. كما كان له شغف بالشعر، وقرب الشعراء واتخذ أحدهم شاعرا لنفسه.
وعلى الرغم من كل هذا التفوق العلمي، فلم يكن أولغ بك موفقا في السياسة كبقية العلوم، فبعد أن تسلم الحكم عام 850هـ/ 1446م، خلفا لأبيه، تعرض لسلسلة محن حربية وسياسية، انتهت بأن ثار عليه ابنه عبد اللطيف، واستطاع أن ينتزع منه الحكم. ثم سلم الابن عبد اللطيف أباه أولغ بك إلى عبد فارسي قتله بعد محاكمة صورية عام 853هـ/ 1449م.
----------------------------------------------------------------
إبراهيم بن سنان
(296-335هـ / 908 –946م)
إبراهيم بن سنان بن ثابت بن قرة بن مروان أبو إسحق الحراني عالم رياضيات وفلك عاش ببغداد في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي.
كان إبراهيم بن سنان بارعا في الهندسة المستوية، وله معرفة بالطب، وكان ذكيا عاقلا شهد له معاصروه بأنهم لم يروا أذكى منه، فقد بدأ يؤلف وهو في سن السادسة عشرة من عمره كتابا في الفلك أسماه: آلات الإظلال وأطال فيه إطالة كرهها بعد ذلك فخففها، وجعل كتابه على ثلاث مقالات، وصححها وهو في سن الخامسة والعشرين من عمره. وأثناء ذلك كتب كتابه الثاني عن الرخامات التي بسائطها مسطحة في عمل واحد يعمها بين فيه أمر الرخامات كلها، وأقام عليها البرهان. ثم ألف بعد ذلك كتابا نقد فيه بطليموس في بعض المسائل الخاصة باستخراج اختلافات زحل والمريخ والمشترى تلك المسائل التي اعتقد إبراهيم بن سنان أن بطليموس قد عالجها بتسرع، وكان يرى أن بطليموس عليه أن يسلك فيه طريقا غير طريق القياس المنطقي الذي اتبعه. وقد أتم إبراهيم بن سنان كتابه وهو في سن الرابعة والعشرين من عمره.
وفي الهندسة المستوية كتب إبراهيم بن سنان ثلاث عشرة مقالة في الدوائر المتماسة بين فيها أوجه تماس الدوائر والخطوط التي تمر على أي نقطة بهذه الدوائر. وألف مقالة مستقلة بين فيها الوجه في استخراج المسائل الهندسية بالتحليل والتركيب، وذكر ما يعرض للمهندسين ويقع عليهم من الغلط نتيجة للاختصار الذي يسلكونه في التحليل إذا اختصروه على حسب ما جرت به عاداتهم. وكتب مقالة طريفة في رسم القطوع الثلاثة وبين فيها كيف يمكن أن توجد كثيرة بأي عدد شئنا على أي قطع أردنا من قطوع المخروط. والمقالة الأخيرة من هذه المقالات بها إحدى وأربعون مسألة هندسية من صعاب المسائل في الدوائر والخطوط والمماسات والدوائر المتماسة وسواها، وسلك فيها طريق التحليل من غير أن يذكر تركيبا إلا في ثلاث مسائل.
وكانت وفاة إبراهيم بن سنان عن عمر قصير لم يزد عن ستة وأربعين عاما، وكانت العلة التي توفي بها ورما في كبده، وبالرغم من قصر عمره فإن كتب تأريخ العلم ذكرت له العديد من الإنجازات.
ولإبراهيم بن سنان كتاب بعنوان: كتاب في حركة الشمس، ذكر فيه عددا من النظريات عن الشمس وحركتها، وارتباط حركة القمر والأجرام السماوية بحركتها، وتحدث عن الضوء والهواء، وعن كيفية انع كاس الضوء من الشيء إلى العين، وعن استقامة شعاع النيرين والكواكب، ويرى أن حركة الشمس من الحركات السماوية الظاهرة ولا سبيل إلى ضبط حركات القمر وسائر الأجرام السماوية إلا بعد معرفة حركة الشمس، ويرى كذلك أن الهواء مشف فالضياء فيه غير مدرك، والاستنارة حالة تلحق الجسم العديم الشفوف عند استقبال الجسم النير مع توسط مشف فيما بينهما، وأن استقبال الشعاع يوجب الاستقامة في المسافة، لهذا فشعاع النيرين الشمس والقمر مستقيم الامتداد.
ولإبراهيم بن سنان مؤلفات أخرى في الرياضيات من أهمها:
* رسالة في الهندسة والنجوم
* رسالة في المعاني المستخرجة من علم الهندسة وعلم النجوم
* أصول الهندسة
* مساحة القطع المكافئ
وله في الفلك مقالة:
* الأسطرلاب
* وعدة رسائل في المخروطات
-------------------------------------------------------------------
أصبغ المهري
(370-426هـ / 980 -1034م)
أصبغ بن محمد بن السمح المهري الغرناطي وكنيته أبو القاسم، وعرف في زمانه بالمهندس. عالم الفلك والرياضي والطبيب. عاش في القرنين الرابع والخامس الهجريين / العاشر والحادي عشر الميلاديين.
اختلفت الروايات في عام ميلاده فذكرت ثلاث راويات: الأولى عام 361هـ/971 م، و369هـ /979م، والرواية الصحيحة والأكثر شيوعا عام 370هـ /980م. ولكن من المعروف أنه توفي عام 426هـ /1034م بغرناطة. وقد اطلع أصبغ المهري على الكتب الأصول في علمي الفلك والرياضة، واهتم اهتماما خاصا بكتب إقليدس وبطليموس ففسر كتاب إقليدس الأصول في كتاب بعنوان: المدخل إلى الهندسة في تفسير كتاب إقليدس.
ولخص كتاب المجسطي لبطليموس في علم الفلك. وكان عالما مبجلا بين علماء عصره في الأندلس، وله العديد من التلاميذ الذين قرءوا على يديه ومن بينهم: أبو مروان المهندس.
وكان لأصبغ المهري إنجازات في علم الفلك منها: اختراعه لآلة من آلات الرصد الفلكية هي: صفيحة الكواكب السبعة، وعمله لزيج على مذهب السند هند وقد ألفه في جزأين أحدهما في الجداول والآخر في رسائل الجداول.
ومن أهم كتبه الفلكية كتابان عن الأسطرلاب:
1. كتاب التعريف بصورة صنعة الأسطرلاب وهو في مقالتين.
2. كتاب العمل بالأسطرلاب والتعريف بجوامع ثمرته وهو كتاب مقسم على مائة وثلاثين بابا.
وكان أصبغ المهري متقدما ومحققا في علم الهندسة فألف كتابا بعنوان: كتاب كبير في الهندسة تقصى فيه عن أجزائها من الخط المستقيم والمقوس والمنحني. وفي علم الحساب اهتم بالجانب العملي للمعاملات بين الناس فألف كتابين في الحساب الهوائي هما: الكافي في الحساب الهوائي والكامل في الحساب الهوائي. وألف كتابا في الحساب التجاري بعنوان: ثمار العدد المعروف بالمعاملات . وألف كتابا عن الأعداد وخواصها بعنوان: طبيعة العدد .
---------------------------------------------------------------------
إبن الشاطر
(704-777هـ / 1304 -1375م)
هو أبو الحسن علاء الدين علي بن إبراهيم بن محمد الأنصاري المعروف بابن الشاطر. عالم رياضيات وفلك اشتهر في القرن الثامن الهجري/الرابع عشر الميلادي. لقبه كثير من علماء عصره بالعلامة لنبوغه وأستاذيته على كثير من علماء عصره. ولد في دمشق وقضى معظم حياته في وظيفة التوقيت ورئاسة المؤذنين في المسجد الأموي بدمشق، ونال شهرة عظيمة بين علماء عصره في المشرق والمغرب كعالم فلكي.
توفي والد ابن الشاطر وهو في السادسة من عمره، فكفله جده ثم ابن عم أبيه وزوج خالته الذي علمه فن تطعيم العاج ، فكان يكنى بالمطعم. وقد أكسبته هذه المهنة ثروة كبيرة، لأن صناعة تطعيم العاج تحتاج إلى ذوق رفيع ومهارة ودقة في العمل. ثم إن هذا النوع من العاج لا يحتفظ به إلا أصحاب الثروة والجاه. فكان يمتلك دارا تعتبر من أجمل دور دمشق، مؤثثة بأفخر الأثاث، ومجهزة بكل وسائل الراحة والمتعة. كما مكنته ثروته العظيمة من زيارة كثير من بلاد العالم، منها مصر التي قضى فيها وقتا من الزمن، مما أتاح له دراسة علمي الرياضيات والفلك في القاهرة و الإسكندرية اللتين اشتهرتا كمراكز علمية في عصره.
برع ابن الشاطر في علمي الهندسة والحساب، ولكنه لم يلبث أن اتجه إلى علم الفلك فأبدع فيه، وهذا يظهر من ابتكاراته للعديد من الآلات مثل الأسطرلاب، وصنع آلة لضبط وقت الصلاة سماها "البسيط" ووضعها في إحدى مآذن المسجد الأموي في دمشق. كما قام بتصحيح للمزاول الشمسية التي بقيت تتداول لعدة قرون في كل من الشام ومصر والدولة العثمانية، وكانت مرجعا لضبط الوقت في العالم الإسلامي. كما قام تلبية لرغبة الخليفة العثماني مراد الأول بتأليف زيج يحتوي على نظريات فلكية ومعلومات جديدة. ومن ذلك قياسه زاوية انحراف دائرة البروج، وانتهى إلى نتيجة غاية في الدقة وهي 23 درجة و 31 دقيقة، علما بأن القيمة المضبوطة التي توصل إليها علماء القرن العشرين بواسطة الآلات الحاسبة هي 23 درجة و 31 دقيقة و 19.8 ثانية.
أما أهم إنجازات ابن الشاطر فهي تصحيحه لنظرية بطليموس التي ترى خطأ أن الأرض هي مركز الكون، وأن الأجرام السماوية تدور حول الأرض دورة كل 24 ساعة. وكان العالم كله في عهد ابن الشاطر يعتقد بصحة هذه النظرية التي لا تحتمل جدالا. ولقد أشار ابن الشاطر إلى أن الأرض والكواكب المتحيرة هي التي تدور حول الشمس بانتظام، و القمر يدور حول الأرض. وعلل ذلك بقوله: "إنه إذا كانت الأجرام السماوية تسير من الشرق إلى الغرب، فالشمس إحدى هذه الكواكب تسير، ولكن لماذا يتغير طلوعها وغروبها ؟ وأشد من ذلك أن هناك كواكب تختفي وتظهر سموها الكواكب المتحيرة . لذا الأرض والكواكب المتحيرة تدور حول الشمس بانتظام، والقمر يدور حول الأرض ".
ترك ابن الشاطر عددا من المؤلفات جلها في الفلك والرياضيات منها زيج نهاية الغايات في الأعمال الفلكيات، ورسالة في تعليق الأرصاد، ورسالة في نهاية السؤال في تصحيح الأصول، والزيج الجديد، وكتاب الأشعة اللامعة في العمل بالآلة الجامعة، وكتاب المختصر في الثمار البالغة في قطوف الآلة الجامعة، ورسالة إيضاح المصيب في العمل بالربع المجيب، وأرجوزة في الكواكب، ورسالة عن صنع الأسطرلاب، وكتاب المختصر في عمل الأسطرلاب، ورسالة النفع العام في العمل بالربع التام، ورسالة نزهة السامع في العمل بالربع الجامع، ورسالة كفاية القنوع في العمل بالربع المقطوع، رسالة العمل بالربع الهلالي، ورسالة الربع العلائي ، ورسالة في أصول علم الأسطرلاب.
------------------------------------------------------------------------
إبن الصفار
(000 - 426هـ / 000 - 1035م)
أحمد بن عبد الله بن عمر بن الصفار يكنى بأبي القاسم ويلقب بالأندلسي. عالم رياضي وفلكي اشتهر في القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي. ولد بمدينة قرطبة ولكنه خرج منها بسبب الفتن والقلاقل فهاجر إلى مدينة دانية الأندلسية وبقي هناك حتى وفاته.
درس ابن الصفار منذ صغره العلوم الأساسية في عصره، ثم انكب على الرياضيات فدرس أصول هندسة إقليدس دراسة مفصلة لكي يتمكن من فهم هذا العلم الحيوي الذي اعتبره أهم فروع العلوم الرياضية. فنبغ في هذا العلم وصار يسمى المهندس للمكانة التي احتلها في هذا المجال.
عمل ابن الصفار في وظيفة التدريس التي وهب لها حياته. فحاز خلال حياته العملية على شهرة عظيمة بطرق تدريسه لكل من علم الحساب والهندسة والفلك. فكان طلاب العلم يأتون من كل فج لكي يتتلمذوا على يده كما أنه تميز عن غيره بالتواضع والمثالية فكان مثال العالم الذي جمع بين العلم والأخلاق.
وفي المجال العملي أعطى ابن الصفار علم الفلك عناية كبيرة حتى عد من كبار علماء الفلك وله في ذلك نتاج عظيم، فقد كان من المغرمين في رصد حركات النجوم والأجرام السماوية وتظهر ملامح تمكنه في حقل علم الفلك في زيجه الذي كتبه على طريقة السندهند والذي صار من أهم مصادر المعلومات في علم الفلك للباحثين.
وتظهر شهرة ابن الصفار في طريقة استخدام الأسطرلاب حيث رأى أن يدون أفكاره ومرئياته في هذا المضمار في كتاب سماه كتاب العمل بالأسطرلاب وهذا الكتاب يمتاز عن غيره في حسن العبارة وقرب المأخذ. ولشدة ولعه بصنعة الأسطرلاب علم ابن الصفار أخاه الأصغر محمدا صنع الأسطرلاب وآلات الرصد الأخرى، ونال شهرة عظيمة في الأندلس في صنع الأسطرلابات لم ينلها أحد قبله من أصحاب المهن في هذا الحقل. وسبب ذلك أن ابن الصفار كان يشرح لأخيه القواعد الأساسية ويرسم له الصورة الحقيقية للأسطرلاب الممتاز.
ترك ابن الصفار عددا من التلاميذ الذين اشتهروا عبر الحضارة الإسلامية. كان منهم مسلمة بن أحمد المجريطي الذي لمع في كل من الكيمياء والفلك والرياضيات، وكذلك العالم محمد بن خيرة العطار الذي تفنن في كل من علم الهندسة والحساب والفرائض والفلك، وأبو الأصبغ عيسى بن أحمد الواسطي أحد المشه ورين في كل من علم الحساب والهندسة والفرائض والفلك وغيرهم.
إبن الصلاح
(000-548هـ / 000 –1153م)
أحمد بن محمد بن السري البغدادي المعروف بابن الصلاح ولقبه نجم الدين، وكنيته أبو الفتوح. الرياضي والفلكي والمؤرخ ودارس الطب، عاش في القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي.
لم تحدد الموسوعات أو كتب تاريخ العلوم عام ميلاد لابن الصلاح، ومن المعروف أنه من همدان. سكن ابن الصلاح بغداد ثم رحل إلى دمشق واستقر بها إلى حين وفاته عام 548هـ /1153م. وقد درس ابن الصلاح الطب والكتب الأصول في علمي الرياضة والفلك واهتم اهتماما خاصا بكتب إقليدس، وجالينوس وبخاصة كتابه: الأصول فناقشوه في بعض مقالاته وشرح البعض الآخر. ومن بين المؤلفات التي ناقش فيها إقليدس: سبع مقالات جواب عن برهان مسألة مضافة إلى المقالة السابعة من كتاب إقليدس وكما نلحظ من عنوان الكتاب فإن هذا الكتاب يحتوي سبع مقالات ناقش فيها المقالة السابعة من كتاب إقليدس الأصول وأضاف إلى مسائله مسألة لم تكن موجودة في كتاب الأصول.وله مقالة بعنوان: مقالة في كشف الشبهة التي عرضت لجماعة ممن ينسب إلى علوم التعاليم على إقليدس من الشكل الرابع عشر من المقالة الثانية من كتاب الأصول وهي مقالة تناقش بعض شروح كتاب إقليدس وما أصاب أصحابها من الوهم والخطأ.
وقد ناقش ابن الصلاح ابن الهيثم في بعض المفاهيم التي نقلها عن إقليدس، ويرى أنه أخطأ في بعضها وذلك في كتابين هما: قول في بيان ما وهم فيه ابن الهيثم في كتابه من شكوك على إقليدس، وكتاب: قول في إيضاح غلط ابن الهيثم في الشكل الأول من المقالة العاشرة من كتاب الأصول لإقليدس.
ولابن الصلاح كتاب شرح فيه الشكل الرابع لجالينوس وذلك في كتاب: الشكل الرابع من أشكال الحمل . وقد ناقش ابن الصلاح أرسطوطاليس في بعض معانيه وذلك في كتابه: قول في بيان الخطأ العارض في معنيين مذكورين في المقالة الثالثة من كتاب أرسطوطاليس في السماء والعالم وفي جميع الشروط والتعاليق التي تعرض فيها بإيضاح المعنى.
ولابن الصلاح رسالتان: رسالة في عمل المثلث متساوي الأضلاع في داخل مثلث متساوي الأضلاع . ورسالة: في برهان تسطيح الأسطرلاب . وله مسألة في كلام أبي الفتوح بن السري تحدث فيها عن عمله مثلث متساوي الأضلاع مع قطر دائرة معلومة .
----------------------------------------------------------------------
إبن المجدي
(767 -850هـ)
أحمد بن رجب بن طيبغا المجد العلائي بن عبد الله شهاب الدين أبو العباس عالم الفلك والرياضيات. ويعرف بابن المجدي نسبة إلى جده المقر الأشرف والأمير الأتابكي"طيبغا العلائي المعروف بابن المجدي، وقد كان هذا الجد أحد مقدمي الألوف في جيش المماليك.
ولد العالم ابن المجدي بالقاهرة عام 767هـ -1366م، ونشأ بها، وحفظ القرآن الكريم ودرس ألفية ابن مالك في النحو، وتفقه على كتاب: أبو زكريا يحيى النووي (ت 677هـ -1278م) "منهاج الطالبين وعمدة المفتين"، وتفقه على مجموعة من الشيوخ منهم: أبو البقاء الدميري (ت800هـ -1397م)، وجمال الدين محمد بن المارديني (ت 809هـ -1406م)، سراج الدين البلقيني (ت 805هـ -1402م) . وقد جد ابن المجدي في طلب العلم، وبرع ابن المجدي في عدة فنون وعلوم، ووصف بفرط الذكاء، وبأنه كان رأس الناس في كثير من العلوم وفي مقدمتها: علم الفلك والرياضيات من حساب مثلثات والحساب العددي والهندسة والجداول الرياضية والتقويم والنحو والفقه.
وتخرج على يديه مجموعة من التلاميذ صاروا علماء، ومن أشهرهم: ابن الجيعان أبو زكريا الدمياطي الذي لازم ابن المجدي، وأخذ عنه علوم الرياضيات وتفوق فيها، والمناوي حسن بن على بن محمد البدر (ت 813هـ -1410م) وأخذ عنه الحساب والفلك. وكان ابن المجدي يعيش ملازما لداره المجاورة لجامعة الأزهر، وقد استغنى عن الحاجة إلى غيره، فقد كان يعيش من عائد أرض وعقارات ورثها عن أبيه وجده، بل إنه كان ينفق من ماله على طلبته الفقراء. وقد استمر ابن المجدي في طريقة حياته الجميلة إلى أن ودع الدنيا عن عمر بلغ أربعة وثمانين عاما عام 850هـ -1447م.
وقد أشاد كثير من العلماء ومنهم جلال الدين السيوطي بعقلية ابن المجدي وتواضعه ومستواه العلمي، وبأنه رأس الناس في الرياضيات بأنواعها وعلم الفلك بلا منازعة، وبأن له مصنفات فائقة. ومن أهم إنجازات ابن المجدي العلمية أنه أضاف جديدا في الفلك لمعرفة كيفية التعرف على حال كوكب معين في وقت معين، ومعرفة الظل الواقع في السطح الموازي للأفق في أي وقت معين، ومعرفة الظل الواقع في السطح الموازي لمعدل النهار وسمته، وإخراج الجهات بارتفاع قطب المعدل للنهار، ومعرفة الجهات على أي سطح فرض من الأسطحة القائمة والمائلة والساعات الفلكية، بالإضافة إلى التعرف على ارتفاع الشمس إذا ألقت شعاعها في موضع لا يمكن الوصول إليه. واهتم بدراسة الكواكب في حالاتها المختلفة منها: زحل و القمر وقد برهن ابن المجدي على جميع مسائل كتاب سبط المارديني "الدر المنثور في العمل بربع الدستور" بواسطة الخطوط وأشكالها، وبواسطة طريق النسبة وترتيب حدودها، وبواسطة الطرق الهندسية وذلك في كتابه "إرشاد السائل في أصول المسائل" . وقد وضع ابن المجدي مباحث هامة في معرفة عمق الآبار، وسعة الأنهار ، ومسافة ما بين الجبلين، وأيهما أقرب للسائر في الطريق.
وقد قربت مؤلفات ابن المجدي من خمسين كتابا ورسالة ومقال معظمها في الفلك والرياضيات، وهي في معظمها مخطوطات بدور الكتب العربية والأجنبية.
ومن بين مؤلفاته الهامة في الفلك:
* إرشاد السائل إلى أصول المسائل
* إرشاد الحائر في العمل بربع الدائرة
* الاستيعاب للعمل بصدر الأوزة وجناح الغراب، وهو مرتب في مقدمة وعشر مقالات وخاتمة
* الإشارات في كيفية العمل بالمحلولات
* بهجة الألباب في علم الأسطرلاب
* التسهيل والتقريب في طرق الحل والتركيب ، وهو كتاب في تقويم الكواكب السبعة وكيفية حلها وتركيب جداولها والعمل بها
* الدر في مباشرة القمر
* دستور النيرين
* الدر اليتيم في حل الشمس والقمر
* الدر اليتيم في تعديل القمر
* كنز اليواقيت في الكشف عن أصول التوقيت
* الكواكب المضيَّة في العمل بالمسائل الدورية
* المنهل العذب الزلال في معرفة حساب الهلال
* المنهل العذب الزلال في تقويم الكواكب السبعة ورؤية الهلال
* الضوء اللائح في أصول التسطيح ورسم الصفائح
وكتب بعض الرسائل في الفلك من أهمها:
* معرفة الأوساط
* العمل بالجيب
* تعديل زحل
* الدوحات المزهرات في العمل بربع المقنطرات
* العمل المرسوم بربع المقنطرات
* استخراج التواريخ بعضها من بعض
* تعديل الشمس والقمر
* تعديل القمر المحكم
* تقويم الكواكب
* الربع المستتر
* الربع الهلالي
* فضل الدائر على البسائط والقائمات والمائلات
* ربع الشكازية
ومن أهم كتب ابن المجدي في الرياضيات:
* المبتكرات في الحساب
* حاوي اللباب وشرح تلخيص الحساب
* الدوريات
-----------------------------------------------------------------------
إبن أبي الرجال
(000-454هـ / 000 -1063م)
أبو الحسن علي بن أبي الرجال الشيباني القيرواني، وعرف في الغرب باسمين: البوزهان وأبنراجل. عالم فلك عاش في القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي. لم تحدد كتب تاريخ العلوم أو الموسوعات تاريخ ميلاد له ولم تحدد موطن ميلاده.
من المعروف أن نسب ابن أبي الرجال يعود لقبيلة بني شيبان العدنانية، وأنه طلب العلم في الأندلس. وقد اختلفت الروايات حول عام وفاته فبعض المؤرخين يرجعون عام وفاته إلى عام 433هـ/1041م، والأصح هي الرواية الأكثر شيوعا وهي عام 454هـ /1063م، وذلك لأنه قضى شطرا من حياته في القيروان بتونس ببلاط المعز بن باديس بن المنصور الزيري. وقد شارك ابن أبي الرجال في الأرصاد التي وضعها الكوهي.
وقد اهتم ابن أبي الرجال بالأزياج الفلكية، وله زيج عرف باسم حل العقد وبيان الرصد ، ومن أهم كتبه التي ترجمت إلى عدة لغات مثل الأسبانية واللاتينية والقشتالية والبرتغالية وغيرها كتاب: البارع في أحكام النجوم ، وقد تناوله المستشرق التشيكي نيكل بدراسة مفصلة موضحا أهمية الكتاب وتعبيره عن أحكام علم الفلك في ذلك العصر سواء في الشرق أو الغرب. ولابن أبي الرجال رسالة : الأبراج . وله عدة أراجيز في علم الفلك: الأولى منها في أحكام النجوم ومواقعها ، والثانية وهي الأهم والأكثر شيوعا، وقد اهتم بها العلماء التالون له واعتبروها من الأراجيز التعليمية الهامة التي يعتمد عليها الطالب لعلم الفلك، وهي أرجوزة في أحكام الفلك وقوانينه وأسسه وقواعده وأرصاده ، وقد شرحها الكثير من العلماء ولعل أهم تلك الشروح كان شرح القنفذي. وله أرجوزة أخرى عن الرعد وظواهره وأحداثه.
-------------------------------------------------------------------
إبن رُسْتَة
(القرن3 هـ/10م)
أحمد بن عمر وكنيته "أبو علي" والمعروف بابن رستة، فلكي وعالم أرض عاش في القرن الثالث الهجري / العاشر الهجري، لم تذكر الموسوعات أو كتب تاريخ العلوم تاريخ ميلاد دقيق أو تاريخ وفاة له، والحق أن المعلومات عن حياة العالم ابن رستة تكاد أن تكون مجهولة، ولكنه من المعروف عنه أنه عاش في أصفهان، وأنه حج إلى مكة المكرمة عام 290هـ/902 م .
وقد اطلع ابن رستة على كتب التراث العربي في الفلك وعلوم الأرض، وتأثر في مؤلفاته الجغرافية والفلكية بابن خرداذبه، وأبي معشر الفلكي، ويعد من أهم أساتذة العالم القزويني، ويعتبر ابن رستة من أوائل علماء الفلك الذين اهتموا بأبعاد القمر والنجوم السيارة عن الأرض.
ومن بين الكواكب التي اهتم بدراستها ابن رستة كوكب زحل، وكوكب الزهرة مقدرا أبعاد كوكب الزهرة عن مركز الأرض في الحضيض والبعد الأوسط و الأوج واقترب كثيرا من التقدير الحديث في استخراج البعد في الأوج أكثر من البعد في الحضيض، وكان ذلك في كتابه: كتاب في القول في الأجرام والأبعاد.
وقد اهتم ابن رستة بالجغرافيا الطبيعية، وكان ذلك في موسوعته الجغرافية الفلكية: الأعلاق النفيسة التي تحدث فيها عن البلدان التي رحل إليها فاهتم اهتماما خاصا بدراسة المناخ وسماته والمعالم الجغرافية الهامة مثل الأنهار، وظاهرة المد والجزر، واهتم كذلك بدراسة الجغرافيا الفلكية التي تعتمد على دراسة الأبعاد، ودرس كذلك صورة الأرض وكرويتها وهيئتها ومركزها وحجمها، ووصف أقاليمها فقد كان ينتمي إلى المدرسة الإقليمية في علم الجغرافيا العربية، فكان بذلك من أوائل العلماء العرب الذين أثروا في أوربا بإنجازاتهم في الربط بين الجغرافيا وحسابات الفلك.
ويعد مصنفه الأعلاق النفيسة من المصنفات الأولى في علم الجغرافيا التي اهتم بها المستشرقون الغربيون، إذ أن ابن رستة كان دقيقا في ملاحظاته دائم الاختبار لها معتمدا على المشاهدة والحساب الدقيق، ويرجح أنه قد ألف هذا المصنف عام 310هـ/923م، وكان ابن رستة حذرا في كتابته وبخاصة في آرائه الفلكية وذلك لخوفه الشديد وحرصه على ألا يعتمد على التنجيم في دراسته العلمية فقد كان يرفضه.
----------------------------------------------------------------
---
يتبع
إبن قنفذ
(740-810 هـ 1339-1407م )
أحمد بن حسن بن علي الخطيب القسنطيني المعروف بابن قنفذ، وكنيته أبو العباس عالم الفلك والرياضي والطبيب والمؤرخ والفقيه. عاش في القرن الثامن وأوائل القرن التاسع الهجري / الرابع عشر وأوائل القرن الخامس عشر الميلادي.
لم تذكر الموسوعات أو كتب التراجم الكثير عن حياة ابن قنفذ. ولد ابن قنفذ بمدينة قسنطينة الواقعة في الشمال الشرقي من الجزائر عام 740 هـ /1339 م. وكان ابن قنفذ مؤرخا مهتما بتراجم العلماء والشخصيات البارزة في التاريخ الإسلامي فألف كتابين من كتب التراجم هما: شرف الطالب في أسنى المطالب وهو كتاب تراجم للصحابة والعلماء والمحدثين والمؤلفين، وكتاب: الوفيات ذكر فيه تراجم لبعض علماء المغرب، وألف كتابا عن تاريخ حفص أسماه : الفارسية في مبادئ الدولة الحفصية .
وكان ابن قنفذ عالما من علماء الفلك المشهورين، واطلع على الكتب العربية في علم الفلك، وشرح أرجوزة الأحكام النجومية لابن علي الرجال القيرواني، وهي أرجوزة هامة تتناول الكواكب وحركتها ومكانتها وأزمنتها، ويستدل فيها بالتشكيلات الفلكية من أوضاع الكواكب مع المقابلة والمقارنة وغيرها على أحوال الجو والمعادن والنبات والحيوان. وألف أرجوزة في تقويم الكواكب السيارة تتألف من 211 بيتا، واهتم ابن قنفذ بدراسة علم تقويم الكواكب وهو العلم الذي يعرف به كيفية تفاوت الليل والنهار وتداخل الساعات فيهما في الصيف والشتاء، واعتبر أن رسالة ابن البناء بعنوان السيارة في تعديل الكواكب هي الرسالة المرجعية في هذا العلم، وقد تناولها بالتعليق والشرح لغوامضها في رسالة بعنوان: تسهيل المطالب في تعديل الكواكب ، وجعل في نهايتها جدوال دقيقة لمطالع البروج على الأفق الشرقي. وله كتاب في المواقيت بعنوان : سراج الثقات في علم الأوقات .
وفي الرياضيات قام ابن قنفذ بشرح أرجوزة ابن الياسمين في الجبر والمقابلة في كتاب أسماه: مبادئ السالكين في شرح أرجوزة ابن الياسمين في الجبر والمقابلة ، وهي أرجوزة هامة في تاريخ علم الرياضيات العربي إذ تعتبر وسيلة تعليمية للجبر والمقابلة فمَن حفظها ألم بقواعد هذا العلم ولذا اهتم كثير من العلماء بشرحها ومنهم ابن قنفذ. وله في الحساب: بغية الفارض من الحساب ، وقام كذلك بتلخيص أعمال ابن البناء في الحساب في كتاب أسماه: حط النقاب عن وجوه أعمال الحساب ، وقد ألف أرجوزة تعليمية في الطب تتألف من 289 بيتا عن الأغذية والأشربة وفوائدها وكميات إعطائها للمريض.
---------------------------------------------------------------------
إبن يونس
(000-399هـ / 000 -1009م)
أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس الصدفي، فلكي ومؤرخ اشتهر في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي. ولد في مصر لأسرة عرفت بالعلم، فوالده عبد الرحمن كان من أكبر المؤرخين في مصر ومن أشهر علمائها. وجده يونس بن عبد الأعلى كان من أصحاب الإمام الشافعي، ومن الذين أمضوا معظم وقتهم في دراسة علم الفلك، ولذا يعتبر من المتخصصين في علم النجوم.
نبغ ابن يونس في علم الفلك، في عهد العزيز بالله الفاطمي وابنه الحاكم بأمر الله ، وقد شجعه الفاطميون على البحث في علم الهيئة والرياضيات فبنوا له مرصدا على صخرة أعلى جبل المقطم، قرب القاهرة وجهزوه بأفضل آلات وأدوات الرصد، وقد رصد بكل نجاح كسوف الشمس وخسوف القمر عام 368 هـ / 978 م. وعلى الرغم أن ابن يونس كان يعمل في مرصد القاهرة باستقلالية تامة عمن عاصروه من الفلكيين، إلا أنه وصل لنفس النتائج التي وصل إليها فلكيو بغداد في أرصادهم مما يؤكد أن علم الفلك كان متقدما في هذه الفترة في كل أرجاء الدولة الإسلامية، إلا أن أعماله الفلكية كانت أول سجل أرصاد دون بدقة علمية ملحوظة، مما جعل فلكيي عصره ومن جاءوا من بعدهم يتخذونها مرجعا يرجعون إليه.
وقد كان لابن يونس مجهودات علمية متعددة هي التي أعطته الشهرة العظيمة منها رصده لكسوف الشمس لعامي 368هـ/977 م و 369هـ/978 م، فكانا أول كسوفين سجلا بدقة متناهية وبطريقة علمية بحتة. وقد استفاد منها في تحديد تزايد حركة القمر. كما أنه أثبت أن حركة القمر في تزايد (في السرعة). وصحح ميل دائرة البروج وزاوية اختلاف المنظر للشمس ومبادرة الاعتدالين.
وقد أظهر ابن يونس براعة كبرى في حل الكثير من المسائل الصعبة في علم الفلك الكروي، وذلك باستعانته بالمسقط العمودي للكرة السماوية على كل من المستوى الأفقي ومستوى الزوال. كما أن ابن يونس أول من فكر في حساب الأقواس الثانوية التي تصبح القوانين بها بسيطة، فتغني عن الجذور التربيعية التي تجعل الحسابات صعبة.
ومن أبرز إنجازاته أيضا، مساهمته في استقلالية علم حساب المثلثات عن الفلك، فاهتم ابن يونس به اهتماما بالغا وبرع فيه. ولقد قام بحساب ج يب الزاوية بكل دقة، كما أوجد جداول للظلال وظلال التمام. كما ابتكر طريقة جديدة سهل بها كل العمليات الحسابية.
أما أهم إنجازات ابن يونس العلمية على الإطلاق هو اختراعه الرقاص . وكان قد أمضى معظم حياته في دراسة حركة الكواكب التي قادته في النهاية إلى اختراع الرقاص، الذي يحتاج إليه في معرفة الفترات الزمنية في رصد الكواكب، ثم استعمل الرقاص بعد ذلك في الساعات الدقاقة.
وقد ترك ابن يونس عددا من المؤلفات معظمها في الفلك والرياضيات من أهمها كتاب الزيج الحاكمي كتبه للحاكم بأمر الله الفاطمي وهو أربعة مجلدات، وكتاب الظل وهو عبارة عن جداول للظل وظل التمام، وكتاب غاية الانتفاع ويحتوي على جداول عن السمت الشمسي، وقياس زمن ارتفاع الشمس من وقت الشروق وجداول أوقات الصلاة، وكتاب الميل وهو عبارة عن جداول أوضح فيها انحراف الشمس، وكتاب التعديل المحكم وهو معادلات عن ظاهرة الكسوف والخسوف، وكتاب عن الرقاص. كما أن له كتابين آخران أحدهما في التاريخ وهو بعنوان تاريخ أعيان مصر، والآخر في الموسيقى وهو بعنوان العقود والسعود في أوصاف العود.
------------------------------------------------------------------
سبط المارديني
(826 - 912هـ / 1422 - 1506م)
محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن الغزال أبو عبد الله بدر الدين المعروف بسِبط المارديني -بكسر السين وسكون الباء- نسبة إلى جده "عبد الله بن خليل المارديني".
عالم فلك ورياضة وطب، وهو دمشقي الأصل ولد بالقاهرة، وفيها نشأ وتعلم. وكان يعيش حياته بين السفر لطلب العلم والعودة إلى القاهرة للإقامة بها. وتعلم سبط المارديني علوم الرياضيات والفلك والطب في مجالس العلماء بمدارس القاهرة ومساجدها في العصر المملوكي، وخاصة في جامعة الأزهر، ومن بين أساتذته الذين أخذ عنهم: ابن المجدي وقد قرأ عليه الفرائض والحساب والميقات، وقد قام سبط المارديني بشرح مؤلفاته الرياضية، وكذلك أخذ عن العالم ابن حجر العسقلاني مؤرخ السير، والعالم العلاء القلقشندي وقد لازمه وقرأ عليه الفرائض والفقه والفصول للعالم ابن الهائم والبخاري والترمذي، وحضر كذلك دروس القاياتي والبوتيجي والمحلي والعلم البلقيني والشرواني، وقرأ في العربية على يد عبد الكريم العقبي، وسمع على الشيوخ الصالحي والرشيدي وغيرهم من شيوخ وعلماء القاهرة، والشيخ شمس الدين بن الفقيه بدمياط.
ورحل المارديني في طلب العلم، والإجازة فيه، سواء في علوم الدين أو اللغة أو العلوم البحتة من: رياضة، وفلك، وطب إلى دمشق القدس حماة و مكة المكرمة، ثم عاد إلى القاهرة بعد بضع سنين، وبدأ رحلته بالحج إلى مكة حيث درس على شمس الدين المراغي، وزار القدس مع أبي البقاء بن جيعان. وقد استقر سبط المارديني بالقاهرة، ونبغ في علوم الفلك والرياضيات واللغة العربية، وصار له مجلس علمي، يقصده طلاب العلم من أنحاء مصر، ومن بلاد العالم الإسلامي، وصارت له شهرة واسعة، وكان مجلسه العلمي بجامع المارداني بالقرب من باب زويلة بالقاهرة، وهذا ما جعل الكثير من المؤرخين يخطئون في نسبه ظانين أن لقبه المعروف به نسبة إلى الجامع الذي درّس فيه. وقد أسندت إليه وظيفة "المؤقت" بجامع المارداني، لأنه من الراسخين في علم الفلك بكتبه وشروحه ومجالسه العلمية ولذلك اهتم سبط المارديني بالظواهر الطبيعية التي ترتبط بالعبادات ومنها: الشفق، وظل سبط المارديني في هذه الوظيفة حتى توفي عام 912هـ/1506م عن عمر يجاوز الثمانين. ومن أهم تلاميذه العالم النجم بن حجي الذي تصدر فيما بعد حلقة علم في مسجد ابن طولون .
وقد وصف المعاصرون سبط المارديني بالذكاء وحسن العشرة والتواضع والرغبة في الممازحة والنكتة وحب النادرة، تاركا التأنق في مظهره، وكما يتضح من كتبه من شروح ومؤلفات أنه عالم جليل متمكن من أصول الجبر والحساب، والفلك.
ويزيد عدد كتبه الفلكية عن الثلاثين كتابا ومن أهمها:
* مقدمة في علم الفلك
* مجموعة في علم الفلك
* التحفة المنصورية في علم الميقات
* الفرق السنية في حساب النسب الستينية
* لفظ الجواهر في معرفة الخطوط والجواهر
* هداية الحائر لوضع فصل الدوائر
* مقدمة في حساب المسائل الجيبية والأعمال الفلكية
وعدد مؤلفات سبط المارديني الرياضية حوالي ثلاثة عشر كتابا، ومن أهمها:
* تحفة الألباب في علم الحساب، وهو كتاب هام يتناول العديد من المسائل الرياضية العلمية ويقع في مقدمة وثلاثة أبواب تناول فيه عمليات الضرب والقسمة والكسور
* المعونة في الحساب
* تعريفات ما يجب في الرياضة
* وسيلة الطلاب ونزهة الألباب في معرفة الأوقات بالحساب
* رسالة في استخراج الدوائر
* اللمعة الماردينية في شرح الأرجوزة الياسمينية، وهو شرح أرجوزة إبن الياسمين التي تدل على تمكنه من أصول الجبر والحساب وعرضها بلغة سهلة دون غموض أو التواء
وله مؤلف واحد في الطب هو: الرسالة الشهابية في الصناعة الطبية. وللمارديني ما يزيد عن مائتي كتاب ومن بينها شروحات لأراجيز أو كتب بعض العلماء ومن بينهم: ابن المجدي وابن الهائم.
--------------------------------------------------------------------------
بنو موسى
(القرن 3هـ / 9 م)
محمد وأحمد والحسن بنو موسى بن شاكر،أسرة اشتهرت في القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي، ونبغت كلها في علم الهندسة والفلك وعرفت ببني موسى. كان أبوهم موسى بن شاكر له مكانة كبيرة عند الخليفة العباسي المأمون، فقد كان ملازما له، مكرسا وقته للعلم، مهتما بعلمي الفلك والرياضيات. ثم توفي موسى بن شاكر تاركا وراءه أولاده الثلاثة صغارا في رعاية الخليفة المأمون. فكان الابن الأكبر محمد وافر الحظ من الهندسة والعدد والمنطق، وكان الأوسط أحمد متميزا ومنفردا بصناعة الحيل وقد تحقق له فيها ما لم يتحقق مثله لأخيه محمد ولا لغيره من القدماء المهتمين بالحيل. وكان الثالث الحسن متميزا في الهندسة.
تكفل المأمون بالأخوة الثلاثة، فرعاهم وعهد بهم إلى إسحاق بن إبراهيم المصعبي، فألحقهم إسحاق ببيت الحكمة تحت إشراف الفلكي يحيى ابن أبي منصور. وكان المأمون أثناء أسفاره إلى بلاد الروم يرسل الكتب إلى إسحاق بأن يرعاهم ويوصيه بهم ويسأله عن أخبارهم. وقد أتاح وجود بني موسى في بيت الحكمة فرصة ممتازة لهم من أجل تثقيف أنفسهم وإبراز مواهبهم العلمية. وفي صغر سنهم أثناء تلقيهم العلم كانت حالهم رثة وأرزاقهم قليلة، وكان ذلك حال أصحاب المأمون كلهم كانت أرزاقهم قليلة. وقد تحسنت أحوال الأخوة الثلاثة في زمن الخلفاء الذين تعاقبوا على الحكم بعد المأمون وأصبحوا ذوي ثروة ونفوذ، وقد نالوا ثقة الخلفاء كلهم.
كان محمد بن موسى مهتما كثيرا بالسياسة، فقبل وفاة الخليفة المنتصر بالله العباسي ساعده محمد على أن يمنع أحمد بن المعتصم بالله العباسي، من تولي الخلافة وعمل على تعيين المستعين بالله ابن المنتصر بدلا منه. وفي زمن المستعين وأثناء حصار بغداد من قبل أخي الخليفة في عام 251هـ / 865 م، كلف عبد الله بن طاهر قائد جيش المستعين، محمد بن موسى بتقدير قوة جيش العدو.
وعندما وقف المستعين في ذلك العام يخطب بالناس أثناء الاضطرابات في بغداد كان محمد بن موسى يقف مع آخرين إلى جانب الخليفة. وكان محمد بن موسى أحد الأشخاص الذين أرسلهم قائد الجيش عبد الله بن طاهر إلى الجيش الذي حاصر بغداد للتفاوض معه على شروط تنازل المستعين بالله عن الخلافة.
ولعل أهم ما يم يز الأخوة الثلاثة أنهم كانوا متضامنين متكاتفين في حياتهم وفي أعمالهم وعلى الأخص العلمية منها، فأسندت الدولة إليهم مهام كبيرة، منها الإنشائية، والهندسية، كشق القنوات مثل: قناة عمود ابن منجم بالقرب من البصرة.
وعندما أراد المتوكل شق قناة الجعفري كلف بني موسى بهذا العمل الذين كلفوا بدورهم أحمد بن كثير الفرغاني الذي ارتكب خطأ كبيرا في تحديد منسوب الماء في القناة ولذلك لم تكن هذه القناة تمتلئ بالماء للعمق المطلوب لأنها كانت أعلى من النهر.ولما وصل إلى سمع الخليفة أن في الإنشاء خطأ قرر أن يصلبهم على ضفة القناة إذا صح الخبر الذي سمعه. وعندما سمع بنو موسى بقرار الخليفة هرعوا إلى سند بن علي، وكان مهندسا بارعا، فاشترط عليهم، لكي يساعدهم أن يعيدوا كتب الكندي إليه، الذي كان صديقا لسند بن علي، وذلك لأن بني موسى كان بينهم وبين الكندي مشاحنات فَأَغْرَوْا به عند المتوكل واستولوا على مكتبته.
وقد استجاب بنو موسى لهذا الشرط، وقال سند بأنه سوف يعلم الخليفة بأنه لا يوجد أي خطأ في حفر القناة لأن نهر دجلة كان في ذروة ارتفاعه ولن يستطيع أن يلحظ أحد الخطأ طيلة أربعة شهور. ولقد قتل المتوكل بعد شهرين ونجا بنو موسى من العقاب.
وعلى الرغم من توتر العلاقة بين بني موسى والكندي إلا أن علاقتهم مع معظم علماء عصرهم كانت ودية. فكانوا يطيعون العلماء ويتدارسون معهم الأمور ويطلعونهم على أعمالهم العلمية. ولقد سخّر بنو موسى أموالهم لتطوير العلم وتشجيعه، فكانوا يرسلون الرسل إلى بلاد الروم لشراء الكتب بمبالغ كبيرة. بل إن محمد بن موسى كان يذهب بنفسه إلى آسيا الصغرى لشراء المخطوطات والكتب. وفي إحدى هذه الرحلات أحضر معه واحدا من الذين أصبحوا فيما بعد أشهر علماء الرياضات وهو ثابت بن قرة، الذي أقام في بيت محمد وتعلم في داره. كما كان لبني موسى دور فعال في حركة الترجمة التي اشتهرت في ذلك العصر، فكانوا يدفعون الكثير من أموالهم للمترجمين من أمثال حنين بن إسحاق.
لقد امتدت شهرة بني موسى عبر التاريخ وارتبطت أسماؤهم بالكثير من الإنجازات، من أهمها: بناؤهم مرصدا خاصا بهم، جهزوه بالآلات الدقيقة، وحسبوا عن طريقه الجداول الفلكية التي ظلت معتمدة لفترة طويلة. وكذلك اشتراكه م مع فَلَكِيِّي الخليفة المأمون في قياس درجة من خط نصف النهار لمعرفة محيط الأرض. ولكن أعظم إنجازاتهم التي ظلت باقية ووصلت إلينا هو كتاب الحيل الذي يمثل سبقا حقيقيا لهم في هذا المجال بين معاصريهم من العلماء.
-----------------------------------------------------------------
سليمان المهري
(كان حيا 917هـ / 1511 م)
سليمان بن أحمد بن سليمان المهري ربان بحري وعالم فلكي اشتهر في القرن التاسع والعاشر الهجري / الخامس والسادس عشر الميلاديين. ولد سليمان في بلدة سقطري من بلاد اليمن حيث يمتد نسبه إلى قبيلة مهرة بن حيدان من قضاعة.
عرف المهري كربان خبير في البحار على طول الساحل الجنوبي لحضرموت، فقد جاب المهري سواحل أفريقيا الشرقية وسواحل الهند وجزر الملايو ووصف خطوط الملاحة لهذه الجزر، فقد تتلمذ المهري على مؤلفات ابن ماجد إلا أنه أضاف الكثير إلى علم البحار. ولقد صحح المهري الأرقام الخاصة بالأخنان الأربعة الأولى في الجداول البحرية التي أوردها ابن ماجد فقدمها على شكل كسور تقريبية مستخدما طريقة أرباع الجيب. كما رتب المهري بشكل منطقي المسافات البحرية الموافقة للارتفاعات المختلفة المقاسة بالأصابع لتحديد مواضع الأمكنة على الخريطة البحرية لابن ماجد بالنسبة لخط الزوال الأولي. ولقد بلغ الفارق بين الموقع الذي حدده المهري لجزيرة لاسوند وبين الذي أعطاه ابن ماجد لهذا الموقع مقدار إصبعين.
وقد أظهرت مؤلفات المهري المتنوعة خبرته في مجال علم البحار والتي كانت عون