أجر ماريا كاري الخيالي بمهرجان "موازين" يستفز فقراء المغرب
شن ناشطون مغاربة على فيس بوك حملة غاضبة، بعد أن كشفت مصادر إعلامية مغربية عن أجر المغنية الأمريكية ماريا كاري الذي يزيد عن 830 ألف دولار، مقابل إحيائها حفل اختتام الدورة 11 من مهرجان "موازين" الدولي الذي يقام في مدينة الرباط بين 18 و26 من شهر مايو المقبل.
وتتخطى ماريا كاري بهذا الأجر ما حصلت عليه المطربة الكولومبية شاكيرا التي حصلت على 772 ألف دولار و"إلتون جون" الذي حصل على 594 ألف دولار، وذلك في دورات سابقة من مهرجان "موازين-إيقاعات العالم" الذي يُقام منذ منذ 11 عامًا.
وانتقد كثيرون صرف هذه الأموال الطائلة لمشاهير الغناء العالمي الذين يأتون إلى موازين لحصد آلاف الدولارات نظير غنائهم لساعة أو ساعتين على الأكثر، أو حتى لبضع دقائق كما حصل مع شاكيرا في السنة الماضية؛ حيث غنت لمدة 30 دقيقة فقط، وطارت مباشرة بعد حفلها الذي كان ناجحًا جماهيريًّا إلى حيث كان يتواجد خطيبها حينئذ لاعب فريق برشلونة الإسباني، جيرار بيكيه، للاحتفال معه بفوز ناديه بكأس رابطة الأبطال عام 2011م.
وبحصول نجمة البوب الأمريكية على 772 ألف دولار، تكون هي ثاني نجوم الغناء الذين حضروا إلى مهرجان موازين من حيث التعويضات المالية، لكون مغنية البوب الراحلة ويتني هيوستن قد حصلت عام 2008م على نحو 890 ألف دولار.
وتعتبر صفحة "كلنا ضد مهرجان موازين" على موقع "فيس بوك" هي أشهر الصفحات التي تهاجم بشدة هذا الإنفاق والتبذير من طرف منظمي مهرجان موازين الدولي.
حيث كتب أحدهم باسم الصفحة: "هذه المليارات التي تصرف فيما لا ينفع كان الأجدر بالحكومة أن تخصصها إعانات للعاطلين عن العمل"، وكتب آخر: "ياريت لو كانت هذه الأموال تصرف على الإسلام وعلى كتاب الله وعلى كلمة لا إله إلا لله، لكان بلدنا خير بلد في العالم". ويقول أحد الزوار: "كل هذه الأموال مقابل شيء لا يسمن ولا يغني من جوع، بينما أوجه الخير كثيرة والله تبذير وسوء تسيير للأموال، لأن من أراد خير البلاد، فهو يعلم جيدًا أن الشباب الذين تظاهروا لم يطالبوا بتحسين الأوضاع الثقافية بل الاجتماعية، لما أكون بطالًا ولا أملك ثمن فنجان قهوة وأمي تصرف علي ماذا سأفعل بمهرجانهم من المفروض أن لدينا أولويات..". بينما قال آخر "والله حشومة هاد الفلوس كتمشي على والو حنى ما عندنا منديرو بهاد موازين.. دولة فقيرة شعبها كيموت بالفقر فلوسها كيخسروهم على مغنيين، والله واحد فيهم ما يستاهل سنتيم. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
في المقابل دافع بعض الأشخاص عن المهرجان واعتبروه من الفعالية التي يكون لها صدى كبير ويعود بالنفع على المغرب، وقال أحد الزوار "هذا مهرجان غنائي اقتصادي ترفيهي والأموال التي تصرف عليه من جيوب المستثمرين التي سيسترجعونها عن طريق الدعاية والإعلانات ودخل الحفلات، فهم لم يسرقوا أحدًا ولم يكلفوا المواطن العادي شيئًا من جيبه الخاص".
في الوقت نفسه، يترقب كثيرون ردة فعل الإسلاميين إزاء تنظيم الدورة المقبلة من مهرجان موازين، خاصة وأنهم كانوا في الأعوام الماضية من أشد المعارضين لإقامته وطالبوا كثيرًا بإلغائه.
يُذكر أن جمعية "مغرب الثقافات" قد أصدرت بيانًا صحفيًّا قالت فيه إن ماريا كاري بقبولها إحياء حفل اختتام مهرجان موازين لهذا العام، تكون المرة الأولى التي تحضر فيها إلى القارة الإفريقية للغناء في مهرجان فني، بعد أن حضرت من قبل إلى مختلف المهرجانات العالمية في أمريكا وأوروبا وأسيا.
وأضاف البيان أن الذي حث نجمة البوب الأمريكي على التواجد في مهرجان موازين بالمغرب هو حبها الكبير لهذا البلد الذي يتجلى من خلال تأثيث صالون شقتها الفخمة في مدينة نيويورك على الطراز التقليدي المغربي، علاوة على إطلاقها في إبريل/نيسان الجاري اسم "موروكن سكوت" (moroccan scott) على أحد توأميها.