التجربة قبل تكوين الفكرة
يكثر عدد الخريجين من المؤسسات التعليمية المختلفة التي تعتبر رافدا للقطاعين العام والخاص ، بحيث يبدأ الواحد منهم إجراءات تعيينه ، ومنهم من يتابع الإعلانات عن الوظائف الشاغرة لينتقي ما يناسب تخصصه ،ويكون الطموح و الأفكار أبرز سمات الراغب في التوظيف ،وعندما يبدأ بجمع معلومات عن وظيفته أو جهة العمل التي يرغب الالتحاق بها ،يجد من يثبط أفكاره ويبدأ يحدثه عن أسلوب رؤسائه والتشدد والروتين والزملاء والتجسس المتبع لصالح المدير أو غيره ،ليستلم الموظف الجديد عمله وهو مشحون ومتحفظ في آن واحد ،وعندما يطلب منه عمل معين يكون الرفض المستمر رفيقه ويظن أنه بذلك يكوِّن لنفسه شخصية ليهابه من يتعامل معه إلى درجة أن الموظف لم يكد يتعرف على زملائه ولم يكد يطلبون منه إنجاز بعض المعاملات ،إلا ويفاجأون بردة فعله ونفوره ، ويستمر على هذا أياما أو شهورا حتى يقتنع أنه ليس كل ما يقال صحيحا فعليه أن يحكم بنفسه ومن وجهة نظره هو.وليكن مثلنا من الميدان التربوي باعتباره أكثر زخما بمثل هذه الأمور(واحتكاكا بمرؤوسهم) من أي عمل آخر . فالمعلم أو المعلمة حديث التعيين يسمع الواحد منهما أن المدير الفلاني شديد أو قاسي أو ديكتاتوري فيذهب كل منهما إلى المدرسة وهو في حالة تذمر شديد ليبدأ الاحتجاج من أول اجتماع على توزيع الجدول أو الأنشطة أو ريادة الفصول وغيره دون أن يكون هناك ترو في مناقشة الأمر أو معرفة الأسباب التي تدفع بمديره إلى اتخاذ قرار ما وهنا يبدأ العامل النفسي - منذ بداية العام – الذي يجعل المعلم أو المعلمة متكلفا ومتبرما وكأنه يؤدي عمله رغم انفه . ولو أن المعلم عرف أن النقاش الهادف يوصل إلى النتيجة المطلوبة وأيضا المدير يعرف أن الجو النفسي الجيد ومراعاة قدرات المعلمين ورغباتهم قدر الإمكان ، مع توضيح كافة الأمور المتعلقة بمجال التدريس من خلال اجتماع يعقده مع الجدد بصفة خاصة - وهو المعمول به عند معظم المدراء - لبث نوع من الطمأنينة في نفوسهم ؛ لانتقالهم إلى الواقع الميداني ، هنا يتأكد للمعلم والمدير أن همزة الوصل بينهما ستكون على درجة عالية من القوة والمتانة .