تاريخ الإلحاد
في التاريخ العربي هناك ادلة على وجود ملحدين قبل الإسلام باسم آخر وهو الدهريين
الذين كانوا يعتقدون بقدم العالم وأن العالم لا أول له ويذكرهم القران
بقوله " وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر
وما لهم بذلك من علم ان هم الا يظنون(24) ". الجاثية، لذا فقد ألف جمال الدين الأفغاني
كتاباً للرد على الملحدين المعاصرين وأسماه "الرد على الدهريين". أما كلمة
الإلحاد فكانت تستعمل فقط للأناس الذین كانوا لا یتبعون الدین وأوامره
باعتبار الدین منزل أو مرسل من لدن الإله. وفي الكتب المقدسة نجد ذكراً
لأشخاص أو جماعات لا یؤمنون بدین معین أو لا یؤمنون بفكرة یوم الحساب أو
كانوا یؤمن بآلهة على شكل تماثیل (أصنام) كانت غالبا تصنع من الحجارة. وقد
وردت كلمة الإلحاد ومشتقاتها في القرآن في المواضع التالیة:
سورة الأعراف: ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون(180)
سورة النحل: ولقد نعلم انهم يقولون انما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون اليه اعجمي وهذا لسان عربي مبين (103)
سورة فصلت: ان الذين يلحدون في اياتنا لا يخفون علينا افمن يلقى في
النار خير ام من ياتي امنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم انه بما تعملون بصير
(40)
الكلمات الآنفة الذكر في القرآن هي لا تأتي بمعنى الإلحاد بالمفهوم
الحالي المتعارف علیه. فهنا تأتي بمعاني مختلفة وأهمها الشك في شيء والميل
عنه. وكذلك الشخصیات المذکورة في القرآن من الذین كانوا لا یؤمنون برسالة
محمد كانوا شخصیات غیر ملحدة (بالمفهوم الحالي) بل کانوا یؤمنون بتعدد
الآلهة "مشركون" فبالرغم من اعتقادهم بوجود الإله الأوحد فإنهم كانوا بنفس
الوقت یؤمنون بأن التماثیل التي كانوا یعبدونها باستطاعتها الشفاعة لهم عند
الإله الأعظم. سورة العنكبوت: ولئن سالتهم من خلق السماوات والأرض وسخر
الشمس والقمر ليقولن الله فانى يؤفكون (61) ويبدو أن فكرة إنكار وجود
الخالق من الأساس كانت فكرة مستبعدة تماماً ولم تلق قبولاً شعبياً في كل
العصور، إذ يقول المؤرخ الإغريقي بلوتارك: "لقد وجدت في التاريخ مدن بلا حصون، ومدن بلا قصور، ومدن بلا مدارس، ولكن لم توجد أبدا مدن بلا معابد".